الفجر الجديدرأي خاص

الطريق جمعهم … الطريق فرّقهم

بقلم الاعلامي المستشار احمد درويش

في استحضار لحدث قديم اكّده القرآن الكريم ..

ان ” السامريّ ” كان من اهم اركان الحلقة الضيّقة لكليم *الله* موسى عليه السلام…جمعتهما الدعوة لهدم الوهية فرعون المزعومة مكللّة بالآيات التسع المشبّعة بالمعجزات لإصلاح اعوجاج بنو إسرائيل ، إلى ان كان طريق الحسم عندما تحدد موعد موافاة موسى *لربّه* بأربعين ليلة لاخذ الالواح ” الشريعة ” …

في فترة الغياب الموسوي وجدها ” السامريّ ” فرصة نادرة للانقلاب على موسى ان جعل لليهود عجلا من ذهب له خِوار من ذهب مصر المسروق ..

رسم ” السامريّ” الطريق الآخر المعاكس فلما باء بالفشل كانت كلمات توحي بالفراق ” لا مساس ” …

فُسرت الكلمة باكثر من معنى لاسيادنا العلماء ، فآنستُ راحة بمعنى لا مساس بانها ساعة الصفر لهجر ابدي..” موسى” و” السامريّ’ جمعهما طريق الايمان و فرقهما طريق الخيانة ، و اللعب بخبث من تحت الطاولة ، فالكيد ينتهي مهما طال بمقولة ” كاد المُريب ان يقول خذوني ” …

و الامثلة بإفتراق الطرق كثيرة ..انتقل الى حادثة مماثلة قُبيل البعثة المحمدية رسالة العالم و خاتمة الرسالات ..

كانت شعاب مكة و نقطة الارتكاز فيها الكعبة المشرّفة…..

كانوا ثُلة من شباب قريش، تعاهدوا على الصداقة و المنافحة و المدافعة و الانتصار، منهم الارقم ابن ابي الارقم صاحب الدار الاولى الحاضنة لدعوة الاسلام مقابل دار الندوة المعادية ..سمع بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام ، و كان يعرفه بوصفه الصادق الأمين فإنحاز إليه و اسلم . كانوا عصبة قليلة من المستضعفين جمعتهم طريق بيت الأرقم السري …

و من العجائب او اللطائف ان الصحابيّ الجليل الأرقم كانت له مفخرة إيواء روّاد الاسلام الاوائل ، فلم يكن الراوية كأصحاب المواقف البارزة في الملمات و لكن خلّده التاريخ ، و يا لحسن مآبه عند *ربّه* لجليل ما فعل …

على المقلب الآخر كان رفيقه القديم ضمن المجموعة الواقفة إلى جانب اصنام قريش هُبل و اللات و العزى ، جمعتهم الاستراحة من النبا العظيم و لما زُلزلت الارض بسطوعها افترقا فلا الطريق يجمعهما و لا العقيدة تُلزم ببقاء المودة …

إنه الطريق …. و كان الطريق الثالث الذي انتهجه زعيم المنافقين عبدالله بن ابيّ بن سلول يرتدي قناع الايمان في حضرة صاحب الوحي و يرتدي وجهه الاصلي المنافق عند اهل الخيانة ” وجهين و اكثر ” …إنه الطريق … رسم شخصية و معالم كل سالك لكل درب , و تتوالى الحكايات فلا السامرىّ بيننا و انما نسله ، و لا شاهر سيف هُبل له اثر و إنما احفاده يعيثون فسادا ، و طوى الثرى جثة المنافق ابن سلول و لكن اتباعه يظهرون بوجوههم ووراء ظهورهم يد تحمل الخنجر المسموم ..

هذه هي الدنيا علّمتنا الكثير ليبقى الطريق الآمن الصادق ديدن اهل الحق ، و يبقى طريق الصنم و النفاق تلعب به الافاعي …

طريق تجمع و طريق تفرّق و يبقى الصراط المستقيم امنية من استولدوا النور من خاصرة الظلام …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى