الفجر الجديد

الرئيسة هانيا الحسن مكرمة في VIP.


بدعوة من السيد فواز محمد رئيس نادي البيئة الرياضي في الميناء وبحضور عدد من المحامين والخبراء والموظفين والاعلاميين وتقديرا لجهودها ومسيرتها المهنية القضائية المشرفة تم تكريم الرئيسة القاضي هانيا الحسن ضمن حفل كوكتيل في VIP طرابلس .
بداية تحدث السيد محمد عن مآثر وجهود القاضي هانيا الحسن مما يوجب تكريمها وقدم لها درع تذكاري .
بدورها القاضي الحسن القت كلمة معبرة جاء فيها :

” ارحب بكم أیها الحضور الكریم، یا من عایشتم معي كل لحظة وكل فكرة وكل تنهیدة، وكل فشل، على بساطته، وكل نجاح، مهما كان حجمه، 

الیوم في ھذه المناسبة، احلى ما فیھا، جمعكم مع بعضكم البعض، ومع الأصدقاء المحامین، الذین یشهدون ، بعلمهم ومعرفتهم لخبایا القانون، اكثر من غیرھم، على مسیرتي القضائیة، وما رافقها من نجاح، ومن خیباتّ وأكثر ما یروق لي قوله، أن نجاحي من صنع یدي، أما خیباتي فهي من صنع الآخرین، الماكرین، والمصطادین في میاه المصالح المادیة، والمهمات الإستخباراتیة.

یقال أن التاریخ یعید نفسه، ومعنى ذلك، أن الزمن له طبیعة دوریة، تعاد احداث مشابهة كل فترة زمنیة، بسبب الطبیعة الدوریة للحیاة، والإسقاطات البشریة، إنما ، وفق ما یقول كارل ماركس، التاریخ یعید نفسه في المرة الأولى كمأساة، إنما في المرة الثانیة كملهاة، أو مهزلة، مما یعني أنه إذا حصل أمر ما، لم یكن بالإمكان تجنبه في المرة الأولى، إنما أن یعاد نفس الفعل الظالم ، عمدا وأن لا یتم السعي إلى تجنبه، فهذه مهزلة فعلا وتعكس سوء تدبیر من السلطة القضائیة وأزمة قضائیة وحقوقیة ، مثل الأزمة المصرفیة التي عصفت بالبلاد

یكفیني أني صنعت نجاحي بیدي، وبجهودي الخاصة  في عدم إعادة العثرات الماضیة، ھذا على الصعید الشخصي والمهني، أما فیما یتعلق بشؤون المواطنین المتقاضين، فخلال سبعة عشر عاما قضیتها في قصر عدل طرابلس، المبنى القدیم ، والمبنى الجدید، أعتقد أني برعت في تطویع القانون لخدمة قضایا الناس، ولإعطاء كل ذي حق حقه ، بعدل وحسن نیة وإنسانیة. 

كم ھي عدیدة الأسطر التي كتبتها في تعلیل الأحكام، سواء في القضایا المالیة والتجاریة، وفي قضایا الأحوال الشخصیة، وحتى في قضایا العمل، 

ھذه الأسطر التي تعكس ملامستي لأوراق الملف  القضائي الذي بین یدي ملامسة جدیة، لمعرفة كیف یمكن أن أستخرج من اللوائح والإدلاءات المتناقضة، وأحیانا العشوائیة، ما ینصف اصحاب الحقوق، والمحامون، والموظفون، الذین عملوا معي أعتقد أنهم یعلمون تماما ما أعنیه إذ أني لا أنظر إلى الملف القضائي كنصوص قانونیة جامدة، إنما إلى مسألة إنسانیة، ، بین خصمین متنازعین، أو مسألة مستدع يتوخى تعديلا  أو إقرارا لحق من حقوق الأحوال الشخصیة، 

فهذه المدینة، طرابلس، یقال أنها أم الفقیر، لكني من وحي الملفات، وجدت أنها مدینة المهمشین بإمتیاز، ففي القضایا المصرفیة، وخصوصا في الآونة الأخیرة، مع بروز أزمة سعر الصرف، وأزمة البنوك، تحملت، مثل بعض زملائي القضاة، مسؤولیة إصدار أحكام تحاول الإنصاف في ظل الأزمة، إذ الأزمة نفسھا تفرض ظروفا إستثنائیة، تتطلب من القاضي أن یزن الأمور بحكمة، إنما مع تطویع نصوص القانون لخدمة الطرف الأضعف في العقود، ومع التمعّن في توافر حسن النیة في تصرفات فرقاء العقود، في حین كنت ألاحظ أن بعض الزملاء الآخرین یحاولون التهرب من إتخاذ قرارات جازمة في بعض القضایا، 

أما في قضایا الأحوال الشخصیة، فحال مجتمع المدینة، یندى له الجبین، ویعكس بوضوح وبقسوة حال الدولة الضعیفة، وقدم عهد قوانینها ومراسیمها التنظیمیة، التي تعرقل شؤون الأفراد أكثر من إسهامها في إحتضانهم كمواطنین، إذ ذھلت من عدد حالات الأشخاص الذین لا یزالون مكتومي القید، دون بطاقة ھویة، رغم تخطیهم سن الثامنة عشرة من عمرھم، مما یعكس الواقع المأساوي في بیئة مهمشة، من الدولة عینھا، فالدول المتقدمة طمست منذ سنوات بعیدة ظاھرة إنعدام الجنسیة، التي لاتزال قویة في المجتمعات الشمالیة، وفي طلیعتها مدینة طرابلس الحبیبة، ولذلك كنت أحاول تخطي كل العثرات في الملفات للوصول إلى حل یعطي للمستدعي حقه في المواطنة، ھذا الحق الذي كان ینبغي أن یعطى له منذ لحظة ولادته،

وفي قضایا العمل، رغم أني تولیت لمدة قصیرة رئاسة مجلس العمل التحكیمي في طرابلس، إلا أني تمكنت من ترك بصمة نجاح واضحة، في إنصاف عمال مستضعفین من أرباب عملهم ، ذلك لأني أستخدم النصوص القانونیة لإنصاف الفرقاء الضعفاء في العقود، وفي النزاعات، 

وھذا ، یا سادة، ما یمیز القاضي العادل عن الآلات الإلكترونیة، وأنظمة التشات جي  بي تي، والذكاء الإصطناعي، التي باتت تھدد بإزالة وظائف عن الوجود، 

إنما القاضي الذي یترك بصمة إنسانیة لینة، وسلسلة، بعیدا عن التطبیق الجامد للنصوص، ھو الذي یصنع الفرق كل الفرق، في تأمین العدالة المنصفة، وھو الذي یترك الأثر الطیب في نفوس الناس وفي كراماتھم، وذاكرتھم

أما خطواتي للمستقبل، ونصیحتي لكم، ولكل إنسان طموح، ومجتهد، نصیبك في مجهودك، أنت، لا في دولتك اللبنانیة، إذ أن ھذا البلد لا یهىء أیة أرضیة لبناء الطموحات، بل لهدمها، 

وختاماً، أشكر كل من حضر ھذا الحفل، واشكر كل الذین ساعدوني في مهماتي القضائیة، التي مضت، والتي ستلي، إذ أني لا أزال في معترك حیاتي القضائیة، فالموظفون الذین عملوا معي تعبوا كثیراً، في تأمین الجلسات، والتبلیغات، وتأمین القرطاسیة، بدلا عن الدولة، وأحیانا من جیبھم الخاص، وبذلوا جهوداً جبارة، في ظل الإعتكافات القضائیة، وفي ظل أزمة كورونا، اشكركم فعلا لأنكم تحبون عملكم القضائي، وتحبون خدمة الناس، والعمل في الشأن العام، وأنتم الزاد الفعلي للعدلیة، وعاونتموني وآمنتم بي وبرسالتي ، واشكر بشكل خاص، السادة أحمد عبد الخالق، خالد علي، كارلوس بولس، والسیدة ربى عثمان، والسیدة ریبیكا متى، التي كنت سأدعوھا إنما ھي موجودة خارج البلاد، 

وأشكر كثیرا  نادي البیئة الریاضي، ورئیسه السید فواز المحمد، على تكریمه لي في ھذا الیوم، 

كما اشكر إدارة مطعم VIP ، السید رائد كروم، وصاحب المطعم، الصدیق السید وسیم حسون، على تعاونهما في حفل الیوم، وتوفیرھما ھذا المكان الرائع الذي جمعنا الیوم”.


وفي الختام تم قطع قالب الحلوى واخذت الصور التذكارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى