الفجر الجديددولي

مجازر الفاشر… من يوقف شلالات الدماء

السودان :عثمان الطاهر

تشهد مدينة الفاشر غربي السودان هذه الأيام مجازر و انتهاكات غير إنسانية مروعة ترتكب بحق المدنيين الأبرياء الذين لاحول لهم ولاقوة وهم يواجهون آلة القتل بدم بارد مكرهين على الرغم من انهم مدنيون عزل لاذنب لهم سواء انهم وجدوا أنفسهم عالقين يفتقدون لابسط مقومات الحياة لاماء ولاغذاء ولا دواء، كل ذلك يحدث والمجتمع الدولي صامت ويغض الطرف عن ما يجري بالفاشر التي عانت من حصار استمر أكثر من عامان ومواطني المدينة يصبحون ويمسون على صوت الرصاص والمدافع وأزيز الطائرات الحربية ودوي الانفجارات.

وماحدث يتطلب منا جميعاً تضافر الجهود الرسمية والشعبية لإبراز كل ما جري من انتهاكات بحق المدنيين للعالم باثره وليعلم ان مايحدث يفوق تخيل أي بشر، وباسم الإنسانية ندعوكم للالتفات إلينا وادانت كل مايحاق ضد المدنيين الأبرياء والعزل، ودعونا نتسائل هل بات الموت والقتل شبه أمر طبيعي كهذا من دون أن يحرك أى منا ساكنه؟ ، صور المدنيين وهم تتلقفهم أشعة الشمس الحارقة راكضين وتكاد قلوبهم تنتزع من دواخلهم خوفاً ورعباً باحثين عن ملاذ آمن سيراً على الأقدام الآلاف الكيلومترات شيء لايمكن تحمله ولا يتصوره أي بشر ، ويظل السؤال مطروحاً من يوقف شلالات الدماء والقتل واستباحة كرامة المدنيين الأبرياء، وهل سننتطر ان تحصد آلة الموت مزيد من الآلاف المواطنين؟ وهل تسألنا كم عدد النساء الحوامل اللائي بحاجة لرعاية صحية الان وماهو أقصي مايمكن ان يقدم لهن في مناطق تفتقر لقطرة ماء وكم عدد الأطفال الذين أصبحوا يواجهون الموت جوعاً.

ولعل ما يجري تحت سمع وبصر العالم يعتبر جرس إنذار لكل الولايات الامنة بأن الخطر سيقترب منها آجلاً أو عاجلاً مما يعني بأن الوضع أصبح أقرب للجحيم من فرط أنه تخطي حواجز المنطق والعقلانية، ونسأل الله أن يحفظ الزميل الصحفي معمر إبراهيم الذي أسرته قوات الدعم السريع بحسب مقاطع فيديو موثقة تداولها ناشطون وخبراء قانيين ونطالب باطلاح سراحه فوراً ونحمل قوات الدعم السريع سلامته وكافة المواطنين، ونطالب بتوفير ممرات آمنة لكافة المدنيين وتوفير الحماية لهم، ونهيب بجميع المنظمات الإقليمية والدولية بالاسراع في التدخل العاجل من أجل حماية مواطني دارفور بشكل عام والفاشر المخضبة بالدماء بشكل خاص، فالأوضاع الإنسانية هناك وصلت حد المجاعة لعدم توفر أي مخزون يمكن أن يقدم للمواطنين، ونسأل الله أن يرابط على القلوب وأن يحفظ كل أهل الفاشر ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن جلسة لمناقشة الأوضاع في السودان وهي فرصة لإبراز كل ما يجري و مايمكن ان يتم من إتخاذ خطوات من شأنها حماية المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى