الذكاء الاصطناعي “جوكر آخر لعبة”

بقلم: د. فلك مصطفى الرافعي
نقلا عن مجلة الشراع الغرّاء
طوى وباء كورونا سجله الاسود ، بتوقيع ” الخفاش الصيني ” لإستراحة مفترضة للعشماوي و انتعاش بعد كساد للحانوتي و سوق البازركان لبيع الأكفان مع الحجز المسبق …
و من قبلها الجمرة الخبيثة ، جنون البقر و انفلونزا الطيور كالموت الاصفر ينشر وباء متقن الصنع مع إعطاء إشارات و دق جرس المصانع لتخزين البلسم المضاد و بيعه لشعوب و امم معظمها قضى حسب بورصة التقنين المبرمج للوصول إلى المليار الذهبي ، و الباقي حشو هوامش و ثرثرة و فقاقيع آن لها أن ترحل بثوب مدفوع الثمن للوقاية من العدوى.
…ويسألونك عن النبأ الدنيوي و ربما الاخير المتبقي قبل نفير إسرافيل و هو الذكاء الاصطناعي ، الذي بدأنا ملامسة خطورته من زحمة التوصيفات المسيطرة على نوع الجنين و ذكائه ، لونه ، حجمه ، تخصصه و قيادته للعالم الجديد و الاخير ، و ما يترتب من الغاء مهن و اعتماد المطلوب فقط عبر شيفرة تفي بالحاجة، و الروبوت الذكي الذي سيحل مكان المصانع و الإبتكارات ..
و ربما تقارب وجوده التسلقي كما اتحفونا من مئات السنين بفيلم ” فرانكشتين ” الذي قتل مخترعه متفوقا عليه بما صنعت يداه .
و هل كان الفيلم مجرد اكشن او تمهيد لغزوة بتوقيت مناسب ؟؟
و هل كان التفوق الخطير لفيلم سوبرمان مجرد فكرة طرأت على رأس سيناريست ملهم لمنظر مضحك مبكي بإمساك سوبرمان الكرة الأرضية و توقيف دورانها القسري و إعادتها للوراء لتأمين فرصة نجاة لصاحبته من حادث مميت ؟؟؟
و مع إشارة ملغومة لفيلم قديم سحر الألباب ” آلة الزمن” بالتحكم للعودة للماضي ، أو الإسراع لخطف فعالية المستقبل و معرفته و اللعب بمساره حيث احلام أصحاب المليار الذهبي!!
و المخفي في جوكر ٱخر لعبة هي في عدم الإفصاح عن الغايات المغلّفة بورق السجائر الهشّة للتمكين لإطالة الاعمار لمن يملكون بطاقة انتساب للمجموعة الحاكمة من وراء ضباب الهبل الإنساني و التمتع بما يحاك له مصفقا لعبقرية الإنتاج و الإخراج و التصوير البارع …
و الملاحظ أن إطالة عمر الانسان يتطلب قطع غيار طازجة غير هرمة، و هذا البند السري تحت مسمى البقية في الحلقة القادمة من بداية رفع الستارة التي تخفي الرغبة و القرار بتجارة و تخزين الأعضاء البشرية السليمة التي مات أصحابها و هي غير مرتبطة بحدث الموت ، و هناك دائما أعضاء سوبر جاهزة و غبّ الطلب لقرنية أو كبد او كلى او رئة ، و إن لم يكن موجودا و معدا ، بنك الاعضاء الذي يحتم تأمين مليارات الليترات من كل فئات الدم ،(فيلم مصاص دماء ” دراكولا “) ،و الخوف من الروبوتات التي قد تشكل مليار ذهبي آخر مقابل المليار الذهبي المنشود و نكون أمام انتفاضة روبوتية تسيطر على الجنس البشري ، و هكذا يبدو مشروع المليار الذهبي هو الابن الاخير المدلل و جوكر اللعبة لمشروع الخلود المنشود ، لكونٍ محكوم باللالحاد الذي نفى نشأة الكون و نهايته ….. و هيهات هيهات من قوله تعالى… ” أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ” …
…قالت الامثال ” المَىّْ بتكذّب الغطاس ” ان هي إلا إضاءة و ليست من ارهاصات عقلية و قد أُمرنا أن نأخذ الحذر ..
عودوا إلى فيلم ” فلاش جوردن ” في بدايات عصر التلفزيون في منتصف القرن الماضي ، و كيف يرى البطل عدوه عبر عيون لاقطة في الممرات المخفية . عودوا إلى افلام آلة الزمن ، دراكولا ، فرانكشتين ، سوبرمان ، كوكب القرود ، طاقة الاخفاء و بساط الريح، هل هي مجرد تسلية و اعجاب و تصفيق ؟ أم هي بداية ظهور الجوكر الذكي لآخر لعبة أممية، و من يعش رجبا يرى عجبا …
… إنه السُمّ في الدسم …
…” و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون “…
وكلمة من حسن صبرا كل موسوعات الدنيا مجبولة بثقل الدم والجفاف … إلا حين تكتب أديبتنا فلك الرافعي ، فإنها تقدم موسوعتها بخيوط من حرير تلمس نعومة الكلمات كما الأحرف كما الأفكار وكلها مستمدة من صورتها فتمتعوا قراءة وصورة




