خاص الفجر الجديد

المقاومة الاقتصادية

بقلم نعمات اكومة

ان حرب غزة ترخي بظلالها على اقتصاد الكيان الصهيوني فبعد بدء طوفان الاقصى كانت كلفة الخرب على المحتل تنوعت بين الخسائر البشرية والمادية ولعل اقصاها البعد الاقتصادي فاستنزاف المقاومة لمقدرات الكيان الصهيوني ودعوة عدد كبير من الشباب للخدمة الاحتياطية الذين قام معظمهم باغلاق مؤسسته الخاصة او ترك عمله الوظيفي الأمر الذي ادى الى شلل في عجلة الاقتصاد الخاص وعلى جانب متوازي مع ذلك فان جبهات الاسناد لدعم المقاومة الفلسطينية التي فتحت بشكل مباشر من لبنان واليمن وغير مباشر من ايران والعراق وسوريا وما رافق ذلك من قصف صاروخي طال تل ابيب او مسيرات تحلق فوق اهداف حيوية وغيرها كثير من المتاطق لم تستطع القبة الحديدية ومقلاع داوود ان تؤثر في هذا الخرق بعد ما يقارب التسعة اشهر يحاول الاحتلال ان يخفي ازماته ومشاكله لاسيما الاقتصادية لكنها اصبحت اكبر من ان يتم تجاهلها فمنذ وقت قصير أعلن جدعون غولبر الرئيس التنفيذي لميناء إيلات أنه سيتم تسريح عدد كبير من عمال الميناء وسيتوقف العمل في المرفأ بشكل كامل بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر. واضاف ان هجمات الحوثيين اثرت سلباً على عمل المرفأ وباتت السفن غير قادرة على الاقتراب من الرصيف ولا يمكنها بالتالي المرور نحو اوروبا عبر قناة السويس واضاف انه مع توقف عمل المرفأ فان التكاليف التشغيلية الباهظة باتت عبئاً كبيراً من دون ايرادات منذ ثمانية اشهر وعليه فان التوقف عن العمل وصرف الموظفين،  الذين يتراوح  عددهم بين 110 موظف مباشر، ومن 40 إلى 100 موظف أمن و 250 الى 300 شخص  يعملون بشكل غير مباشر حول المرفأ وداخله، بات امراً محسوماً.

كما قال غولبر في تصريحات أخرى لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنه لدينا رواتب عمال بقيمة 3.5 ملايين شيكل شهريا (نحو 952 ألف دولار) و لدينا ضرائب، و الضرائب العقارية، ولا يوجد دخل لدينا بل فقط مصروفات”.

وأضاف: “منذ بداية الحرب خسرنا نحو 50 مليون شيكل (13.61 مليون دولار)، ولم نتلق أية مساعدة من الدولة”.

وفي ظل عدم الرد من قبل وزارة المالية الاسرائيلية  حول مصير العمليات في المرفأ بدأت الادارة بالتسريح الجماعي للعمال.

يذكر ان ميناء ايلات يقع يقع في مدينة ايلات المحتلة وهي أرض مصرية (أم الرشراش) أستولت عليها اسرائيل في حرب 67 ولم يتم استردادها مع مفاوضات طابا، وهو الميناء الإسرائيلي الوحيد المطل على البحر الاحمر وهو البوابة الجنوبية لإسرائيل، نحو الشرق الأقصى إلى أستراليا وإفريقيا”.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اعدت خطة لتوسيع ميناء “إيلات” برصيف بطول 400 متر، وغاطس للحاويات بطول 16 مترا، مع ربطه بسكة الحديد نحو المناطق الوسطى والشمالية، بيد أنه تم تعليق الخطة بسبب الحرب على غزة، بحسب ما أفادت صحيفة “دي ماركر” الاقتصادية.

لا شك ان ضربات المقاومة توجع الاحتلال ولكن البعد الاقتصادي للمقاومة سيبقى بنتاجه حتى بعد انتهاء الاعمال العسكرية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى