الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

“هاريس” على خطى «كوندي»



بقلم رئيس التحرير: زياد علوش

لفهم الخطاب السياسي والإعلامي الامريكي،انظر اليه على اربعة مراحل:
الاول: تحت عنوان فن الكذب
الثاني: كيف تكون وقحا ومنافقا ومتعجرفا
الثالث: ان يحتمل بعض التصديق
الرابع: وهو ان تصدقه،حينها اترك الكتابة والتحليل،لانك قد اشتريت الخدعة بباهظ الثمن واسلست قيادك للخل الوفي وللعنقاء تحرس اسوار نصوصك وكتاباتك وتحاليلك.
يذهب بعض خبثاء الفقه السياسي واصوله للقول الضرورات تبيح المحظورات
وانه لا بد من التعامل مع مواصفات السياسة الامريكية اياها.
الجواب على رأي ينسب للرئيس اللبناني الاسبق سليمان فرنجية أن صداقة امريكا موت  ومعاداتها خطر.
دأب “الانكلوساكسون”على رأسهم “رامسفيلد”في إدارة الرئيس الاميريكي الاسبق السيئ الذكر “دبليو بوش” على استغلال اصحاب البشرة السمراء في السياسة والامن والدفاع،لا يمتون بصلة الى، مارتن لوثر كينغ جونيور و مالكولم إكس ومحمد علي كلاي ولائحة الشرف الطويلة،ودفعوا بهم ليكونوا طليعة الترهات العدوانية في حربهم على العراق،ابرز المغفلين هؤلاء” كولن باول وكونداليزا رايس”الملقبة “كوندي”.
يبدو وعلى نفس الخطى دعت نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن “كامالا هاريس” ، إلى وقف فوري لإطلاق النار، لمدّة “ستة أسابيع على الأقل، في قطاع غزة، معتبرة أن “هذا سيتيح الإفراج عن الرهائن وإيصال كمية كبيرة من المساعدات”، داعية حماس إلى قبول الاتفاق،الموجود فوق الطاولة،وإلا…
تصريح هاريس يأتي الى جانب “نفايات” سياسية أخرى تطلقها ابواق الادارة الامريكية لصالح اسرائيل،كوجوه متعددة لعملة واحدة،حيث كان في الوقت عينه،كبير مستشاري الرئيس الامريكي “آموس هوكشتاين”يطلق سموم اخرى من بيروت حلال زيارته رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مفادها انه على حزب الله الاستجابة لشروط تل ابيب بالابتعاد لما بعد الليطاني والتخلي عن مساندة غزة مقابل اوهام اقتصادية مقبلة،معلناً ان اسرائيل ستوسع عدوانها على لبنان بغض النظر عما يحدث في غزة.
التأمل في سخرية القدر الامريكي في الشرق الاوسط،ينطوي على عنجهية استعمارية غير مسبوقة وهي ان امريكا تحيل المجازر الاسرائيلية في مسالة ارتكابها والمسؤولية عنها الى المقاومة وحاضنتها اينما وجدت،وتبني على ذلك سياساتها وخياراتها المتعددة في الشرق الاوسط.
“هاريس” التي حذرت حماس من مسؤولية رفض ما هو معروض فوق الطاولة،لم تطاوعها حتى سادية بلادها،التصريح ان ما تريد فرضه على المقاومة الفلسطينية،وتروج له كمنحة لا تفوت للشعب الفلسطيني،ما هو الا طلب اعلان استسلام ليس فقط للمقاومة الفلسطينية في غزة بل للشعب الفلسطيني بما يؤدي الى شطب قضيته،والقفز فوق كل التضحيات منذ 76 عاماً،فهي تطلب لافراج عن الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة في غزة مقابل حفنة من وجبات غذائية استعراضية لا تغني ولا تثمن من جوع ووقف مؤقت تحت مسمى انساني مخادع تمرر فيه المشاعر الجماهيرية الرماضانية الملتهبة،تكون فيه اسرائيل اخذت نفساً عميقاً من خلال استمرار جسر الدعم الجوي الامريكي لمعاودة مجازرها وقد تحررت من عبئ تحرير اسراها وقانون “هانيبال”كما تلملم فيه تل ابيب اوراقها المبعثرة في السياسة والامن والاقتصاد.
كل ما تريده حركة السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط هو شراء الوقت لاستمرار المجازر في غزة وعموم فلسطين ومحاول عزل الفلسطينيين عن محيطهم “المقاوم” وقد نجحت واشنطن بتحقيق هذا العزل مع الشريحة العربية والاسلامية الاكبر الرسمية والشعبية باساليب متعددة،وهي تستميت بتشتيت وحدة الساحات رغم ان الاخيرة تعمل ضمن قواعد اشتباك محدودة.
ان امريكا التي تطالب بعزل “غزة” وهي تعلم وجعها الانساني الغير مسبوق،اولى بها ان تطالب نفسها وحلفائها بالكف عن دعم الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ومجازره التي فاقت كل تصور.
على احد ما في هذا الشرق ان يقول للوعاظ الامريكيين المكوكيين إنه ليس هناك اطلاق نار متبادل في غزة بل هناك عشرات المجازر اليومية التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين لا سيما النساء والاطفال وشهداء مجازر الطحين،وانه غير مرغوب بإنحيازهم وانهم يجب ان يوقفوا نباحهم بالسردية “الصهيو-صليبراهيمية” التي تقيدهم بها الماسونية العالمية في البلاد العربية والاسلامية مثل الكلاب،وانه لا حظ للتعايش مع الثعبان الصهيوني الذي خبرنا اجرامه وساديته في “غزة”.
ولأن هناك من راهن سابقاً على إنسانية السيدة “هاريس” لا زال آلأمل أن تصحح موقفها التاريخي وأن تنأى بنفسها عن خطيئة العصر بحق الفلسطينيين والانسانية في غزة وان تخرج من ظل الرجل المعتوه “بايدن”الى حيث شمس الحقيقة “فلسطين حرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى