الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

طرابلس مدينة أبدية للثقافة

خاص “الفجر الجديد “

في ظل تقدم التكنولوجيا والصناعة، تواجه الحرف اليدوية تحديات كبيرة بين الاندثار والبقاء. يُعتبر الحفاظ على الحرف اليدوية تحديًا متزايدًا في عصرنا الحديث، مع تغير أساليب الحياة والتوجه نحو الإنتاج الصناعي.

ولأن طرابلس مدينة غنية بالتراث والآثار حيث يجتمع الفن والذوق والحرف لتنتج تراثًا ثقافيًا وروحًا جميلة من صانعيها، افتتحت جمعية ارتيزانات معرض “حرفيو طرابلس” ضمن فعالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024 الذي اشرفت على تنظيمه الدكتورة لينا هشام نجا نائب رئيس نقابة حرفيي ومصنع تقليدي، برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى.
الفجر الجديد وضمن مواكبتها لفعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية زارت المعرض وكان لها لقاء خاص مع الدكتورة لينا نجا لتطلعنا أكثر عن هذا المعرض وحيثياته وكيف تم تنظيمه؟
د.نجا : بداية ، منذ ما يقارب العام وأنا أطارد الحرفيين في مختلف المناطق الطرابلسية ، و حاولت القيام بمعرض في القلعة لكن الأمر رفض من قبل المعنيين ، رغم ان فكرة المعرض في قلعة طرابلس تجمع السياح وتنعش الوضع الاقتصادي للمدينة وحاولت أن اجمع الحرفيين المبدعين ، لذلك أسست نقابة حرفيي طرابلس ، وافتتحت النقابة منذ ٤ أعوام في البريستول مع السيد زاهر رضوان وهذا كان أول عمل لي ضمن فعاليات طرابلس فقررت ان نعمل ضمن فعاليات البلد عمل تطوعي غير العمل النقابي ،وقد قمت بجمع الحرفيين ومخضرمين كبار و حرفيين. شابات وشبان يمتلكون الموهبة والذوق الفني ، فحاولت أن اجمع أعمالي الحرفية والتي هي عبارة عن احجار ،وجمعت العديد من الحرفيين لتطوير هذه الحرف.

كيف خلقت هذه الفكرة؟
د.نجا : بداية المعارض فكرة قديمة وليست وليدة اليوم حيث كنت أقوم بشكل دائم بإقامة المعارض وسبق أن مثّلت لبنان في الهند واشتركت في العديد من المعارض في بيروت ،لكن هنا في مدينتي طرابلس قررت أن أقوم بعمل جماعي لأنني أسست نقابة خاصة للحرفيين ،ويجب أن يكون اي دور في جمع الحرفيين واعمل على جمع كل ذات قيمة في وطننا الحبيب لبنان.

د.لينا نجا والزميلة نعمات أكومه

الأستاذة روزيتا ليندا كريدلي موهوبة بصناعة الاكسسوارات والخرز
كيف كانت بداية مشوارك في هذه المهنة اليدوية ؟

بداية، أتيت الى لبنان عندما تزوجت قضيت طفولتي في بلاد الاغتراب وعندما وصلت الى لبنان بدأت تراودني فكرة الصناعة اليدوية ،عندها بدأت بصناعة الاكسسوارات وشعرت بالراحة النفسية ،وأصبحت أضع لكل قطعة بصمتي الخاصة وكل هذه المصنوعات من ابتكاري ، كنت اعمل مع كبار مصممي الأزياء حيث كان العديد منهم يشتري من مصنوعاتي ويقوم ببيعهم الى الشيخات في بلاد الخليج العربي والامارات ولكن تحت أسمائهم ،كانوا يقتنعون بذوقي ، منهم من غادر لبنان ، وبقيت أطور صناعاتي ومنتوجاتي .


ما هي المواد المستخدمة ؟

أستخدم الصدف والخرز والكريستال اللولو والمعدن ، وكل منتوجاتي لا يتغيّر لونها تبقى كما هي كالذهب .

كلمة تتوجهين بها الى المغتربين
لبنان بلد الجمال والتألق ، مهما ابتعدنا عنه تبقى غصة في القلب الى حين العودة ، ولذلك أدعوا المغتربين الى العودة الى لبنان والعمل والنهوض من أجل وطن أفضل ،و الى كل من يتمتع بروح الفن والجمال ادعموا هذه المهن قبل اندثارها فهي تعكس صورة طرابلس الجميلة والزمن الجميل.

روزيتا ليندا كريدلي

الشابة الجامعية ضحى مسيكة

دعينا نتعرف أكثر عن مهنة التطريز في عصرنا الحالي ، وكيف اكتشفتي موهبتك في التطريز؟

اكتشفت حب التطريز في جائحة كورونا ،حيث بدأت القصة من هنا وبدأت الموهبة تتطور شيئا فشيئا ،وكل عمل يدوي يتطور أكثر من غيره لانه يعبر عن الروح الحيّة والذوق والفن، على عكس الصناعات والمكنات

في ظل التطور الصناعي هل هناك من يقدّر هذه الحرفة ؟

منذ القدم ومن أيام أجدادنا كان التطريز هو المهنة الأولى والأهم ،في ظل غياب المصانع والمعامل التي تقوم بصناعة الملابس وقد بدأت هذه الحرفة من مدينة العلم والعلماء طرابلس،مع التقدم والتطور أصبحت المصانع تقوم بصناعة الملابس بوقت أسرع وبتكلفة أقل، لكنها تفتقر إلى التميّز والذوق والأناقة ، ويفتقد الى البصمة الخاصة التي يعتمدها الانسان من خلال ملابسه ، أما الصناعة اليدوية تضع اكل شخص بصمته الخاصة ،وتجعل مظهره مميز وأنيق ولا يوجد أحد في العالم يرتدي هذا اللباس سوى الشخص نفسه ، واليوم أصبحنا نشهد على عودة هذه الحرفة لأن الاشخاص يبحثون عن التميز

كلمة تتوجهين بها الى الشابات والشباب

ابحثوا عن موهبتكم، ابحثوا عن التميّز والفن والجمال ، وقوموا بتجربة كل ما يمكن أن يعطيكم روح الحياة وناضلوا من أجل تراثكم واصبروا واصنعوا بصمة خاصة لكم في العالم .

ضحى مسيكة

الشاب الموهوب الرسام محمود راشد عزو
كيف اكتشفت موهبتك بالرسم؟
اكتشفت موهبتي منذ ٥ أعوام حيث سمعت صوتا في مخيلتي يقول لي أحضر ورقة وقلم وبدأت من هنا موهبة الرسم ،وتطور لدي مستوى الرسم يوما بعد يوم ،بأدوات بسيطة كأقلام التلوين الخشبية البسيطة وأقلام الرصاص والحبر ، لا أمتلك أدوات كافية ولكن بهذه المواد البسيطة استطعت من خلالها رسم شخصيات فنية وأشخاص حقيقية ولوحات فنية .

ما هي مطالبك ؟
يوجد الكثير من المواهب في مدينة طرابلس بحاجة الى الدعم والى من يشد على يدها،أطالب المسؤولين ان يقفوا الى جانب العنصر الشبابي الموهوب والأخذ بأيديهم ودعمهم وتطوير الحرف اليدوية ،كما واتمنى ان تتكثف النشاطات التي تبرز أهمية العمل الاجتماعي والحرفي والفني اليدوي.

محمود عزو


الشاب طارق العتر موهوب بصناعة الاكسسوارات والحفر عليها يدويًا

كيف هو الاقبال على هذه الحرفة ؟

الاقبال جيد في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي حيث أقوم بعرض هذه المصنوعات ويقوم الزبون بالشراء

ماذا تقول للعنصر الشبابي الموهوب في طرابلس؟
حافظوا على هذه المهنة فهي تعكس روح الفن والجمال ولا تيأسوا .

طارق العتر

في النهاية تبقى الحرف اليدوية هي تعبير عن الإبداع والمهارة الفنية التي تعكس تراثاً ثقافياً وروحاً جميلة من صانعيها. تعتبر الحرف اليدوية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ البشرية، حيث يعود استخدامها إلى آلاف السنين في صنع الأدوات والزينة.

كما انها تعكس مفهوم الاستدامة ودعم الصناعات المحلية والحفاظ على التراث الثقافي و تشجع على التفاعل الإنساني وتعزز الابتكار والابداع، مما يجعلها جزءاً أساسياً من حياة الناس وثقافتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى