الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

إلى الذين يمارسون الدعوة إلى الله تعالى متخطين واقعهم المؤلم


بقلم: د. علي لاغا

دخل علي في مكتبي عندما كنت عميداً لكلية الآداب في جامعة الجنان موظفاً من دائرة الإحصاء في أحدى الوزارت ، و هو ليس مسلماً وكان معي في المكتب رئيس قسم الدراسات الإسلامية العميد السابق  فضيلة أ. د. عبد المنعم بشناتي .
كانت المفاجأة من الضيف الكريم أن وجه سؤالاً للدكتور عبد المنعم : هل تُعلم طلابك وتحضُّهم على دعوة غير المسلمين للإسلام ؟ كان جواب الدكتور عبد المنعم : نعم
ثم توجه إلي وسألني السؤال نفسه ، فأجبته : لا ، لا  أطلب منهم ذلك ، وأنا أُدرس مادة الأديان منذ ثلاثة عقود .
فسألني الضيف كيف ذلك ؟
أجبته : إني أحضُّهم على جعل فندقهم أفضل من فندق الآخرين ، عندها ، لأنه الأجمل سيقصده غير المسلمين ، تماماً كما هو حاصل منذ فترة وإلى الآن يترك المسلمون ديارهم وأهاليهم مهاجرين إلى دول غير مسلمة لأن أهلها جعلوا منها الأجمل ، وقلما يوجد من إذا أعطي تأشيرة قبول للهجرة ولا يهاجر .
إن طبيعة الإنسان تطلعه لما يسعده ويريحه ، والأدنى يتوق شوقاً للأعلى ، وهكذا تأخذ المنافسة مداها الأبعد  .
إن الغيور على دينه ويحب دعوة الناس إليه فالطريق واضحة :
ليجعل من بلاده الأجمل ومن شعبه الأغنى ، فالمحتاج لن يكون حراً ، بل هو طوع إرادة من يطعمه ويأويه ، وليزرع الورد في ربوعه ، وينثر العطر في فضائه ، وليقم مراكز للأبحاث في كل ماتحتاجه البشرية ، وليجعل شعاره : ماذا يجب فعله غداً وبعد بعد غد … وإلى نصف قرن .
عند ذلك سيأتيه ناشدو السعادة ومحبو الجمال أفواجاً لا بل يرجونه منحهم تأشيرة دخول إ ليتفيأوا تحت ظلال أشجاره وينعموا بدفء شمسه ويطمئنوا بحنان وكرم وأمن شعبه  ويتسابقون على اعتناق دينه .
إن القفز فوق المآسي والتخلف ودعوة الآخرين إلى حضارتنا قبل إصلاحها يصنف مرضاً من منظور علم النفس ، ومن حاله كذلك  فعمله غير مجد ، وإقناع الآخرين يكون بالنموذج الماثل المشاهد وليس بالجدل الكلامي ، والضعيف يُهمل كلامه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى