الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

ما الذي قتل رفيق الحريري؟


خاص الفجر الجديد
ونحن على اعتاب الذكرى السنوية لاغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق ورائد نهضته العمرانية رفيق الحريري
سنوات مرت على الاغتيال لم يتعافى لبنان بعدها وسنوات على صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولم تشفى بعد صدور اللبنانيين في معرفة الحقيقة هذه الحقيقة التي تأرجحت ما بين النظام السوري وحزب الله وما بين تحليلات تدفع باتجاه اسرائيل سقطت جميعها امام قرار المحكمة بالادعاء على شخصين في جريمة غيرت معالم المنطقة بأسرها بدءاً من لبنان فجاء القرار المخيب للآمال ليقول أن الخلية التي نفذت الاغتيال لديها القدرة لتنفيذ هكذا عمل ارهابي ويشير انه ليس بالضرورة ان تكون الاوامر صدرت من حزب الله او من سوريا مباشرة، طبعا لا يمكن لعاقل ان يقتنع ان مجموعة من الافراد ارادت وبدون هدف محدد وبدون ضوء اخضر من دول وجهات دولية ان تخطط لاغتيال رجل بحجم رفيق الحريري وما كان يمثله من مشروع سياسي اقتصادي دولي ينطلق من لبنان.
فما الذي قتل رفيق الحريري ؟؟؟
الملفت للنظر ان اول عبارة استهل بها الناطق بقرار المحكمة الدولية ان رفيق الحريري كان يريد أن يجعل لبنان هونغ كونغ الشرق .. ألا يجدر بنا التوقف عند هذه الاشارة والتفكير بها مليا وما سبب وجودها في بداية قرار جنائي ؟؟
ألا يجب ان نتساءل لماذا هونغ كونغ دونا عن بقية الدول ؟؟
أولا لماذا هونغ كونغ ، وهي التي كانت مستعمرة مستأجرة من الصين وتلعب دوراً صناعياً وتجارياً واقتصادياً دولياً وقبل انتهاء عقد الايجار والاستثمار أبلغت الصين بريطانيا والشركات الدولية المستثمرة والتي تدير هونغ كونغ انها لن تجدد العقد معهم وكان لزاماً البحث عن بقعة جغرافية تكون بديلاً لهونغ كونغ ، دول وشركات ارتأت أن يكون وسط بيروت التجاري هو البديل لهونغ كونغ وتم تكليف ابن لبنان والمقرب من الملك السعودي لإدارة وتنفيذ هذا المشروع.
منذ بداية التسعينات كان مجيء رفيق الحريري بالبدلة والكرافات للعمل على تحقيق هذا المشروع فيما كان يحضر الى لبنان قبل ذاك بالعباءة البيضاء والعقال العربي ، لم تكن مهمة رفيق الحريري سهلة ابداً فقد كان يخوض صراعاً داخلياً لتوحيد لبنان واعادة بنائه وكان يقود صراعاً اكبر للسماح للبنان للاسنمرار بهكذا مشروع أي التحول الى مركز تجاري عالمي، فكثير من العواصم كانت ترغب أن تكون هي البديل لهونغ كونغ وحاولت جهات كثيرة اطالة الحرب في لبنان لمنع حصول المشروع على الأراضي اللبنانية.
كانت رؤية رفيق الحريري أن استمرار الوحدة والاستقرار في لبنان متلازمة مع هذا المشروع التجاري الدولي ولعله عندما ادرك ان كثير من التيارات السياسية البنانية لا تشاركه هذه الرؤية بل كانت تحاربه خرج ليقول استودع الله لبنان واللبنانيين.
ما الذي قتل رفيق الحريري؟
في العلوم الجنائية إذا تاهت الأدلة يقولون  إبحث عن المستفيد، المستفيد من مقتل رفيق الحريري هو كل من يستفيد من خراب لبنان والمنطقة عربياً واقليمياً هنالك من يتحدث بعاطفة أنه لو كان رفيق الحريري ما زال حياً لما وصل لبنان الى ما وصل إليه وربما هذه العبارة رغم خلفيتها العاطفية إلا أنها تقود بالاتجاه الصحيح فلنرى من المستفيد من خراب لبنان وسوريا والعراق وتعطل التجارة البحرية لسوريا ولبنان ربما نستطيع أن نعرف ولو بالظن ما الذي قتل رفيق الحريري قبل ان نقول من.
رحم الله شهيد لبنان ولتكن ذكراه سبباً للتوحد لا للتفرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى