خاص الفجر الجديد

“إنتحار “نتنياهو

“بقلم رئيس التحرير:زياد علوش

يحدث الانتحار السياسي المدوي في الشرق الاوسط عندما يقرر شعب عنصري صهيوني غاصب ومحتل بنخبه وقياداته من ذوي التسلط والنفوذ اختيار القفز في غياهب المجهول لأسباب ومبررات يتقنون سردها وتعدادها ويهيئون مستلزمات النشر والترويج لها.على قاعدة”إذا دخلت نفقاً ولم تجد بصيص امل في نهايته فأوغل”وقد تجاوزت مغامرات رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية معاركهم وحروبهم الدينكوشوتية في غزة المائة يوم من الفشل على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية ووضعت جنوب افريقيا تل ابيب في قفص الجنائية الدولية كمتهمة بجرائم الابادة الجماعية والانسانية وتراجعت السردية الصهيونية في الاذهان العالمية حد القرف لصالح الرواية الفلسطينية التحررية التي باتت على كل شفة ولسان ترددها شعوب العالم في كل ميدان”فلسطين حرة”.فإن تصرفات نتنياهو هي ترجمة لفشل منظومة ودولة الكيان بالاصرار على عناد غير مبرر على الاطلاق بمنطق تفكير الدول المؤسساتية وقد تحولت اسرائيل الى مجموعة من الحمقى الساديين ليس فقط بداعي الانتقام بل وبسبب العنجهية والغرور الذي منعها اولاً من انكار حق وقدرة الفلسطينيين الى عدم رؤية ذلك الصمود وتلك المتغيرات على ارض الواقع والاعتراف بها بأن اسرائيل خسرت الحرب وزيادة معها سمعتها التي روجت لها الاكاذيب على مدى ستة وسبعون عاماً وامعنت باستغلال الهولوكوست واستحلاب ضرعها بمناسبة ودون مناسبة ضد خصومها فافقدها تاثيرها في العالم حيث بات الان الجميع يتجنب عار الصهيونية بعد انفضاحها في غزة.هذا بمجمله يشكل حالة انفصام مرضية وصفها القرآن الكريم باروع صورة في قوله تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ” (البقرة، الآيتان 11 و12).المآلات التي تنتظر نتنياهو تقوده لنهاية واحدة هي الانتحار بداية نهاية المشروع الصهيوني وقد تكشفت اكاذيبه كيف لرجل نرجسي لحقه الفشل في الداخل والعار في الخارج ان يتقبل كل هذة الهزائم ابرزها الاخلاقية والانسانية وهو في حقيقته وقد تبدت في رده على اتهامات جنوب افريقيا والجنائية الدولية وعلى خصومة حتى في الداخل الاسرائيلي نفسه كرجل فقد السيطرة على نفسه،يوزع الاتهامات يميناً وشمالاً كرجل عصابة.في مجتمع الوحوش الصهيوني هذا وعلى مستوى المطبعين الاقليميين والرعاة الدوليين لن يرحمه احد،الجميع يريدون كبش محرقة طالما هو نفسه امعن في احراق الجميع من اجل استمراره فوق صهوة السلطة،طابخ السم آكله وسيستمر هذا المجتمع في التآكل من الداخل حد الانتحار وقد تجرع الهزيمة الحقيقية الاولى في تاريخه وهو قد تعود التبجح في سحق خصومه السابقين كنزهة ليس إلا،حقاً الخسارة تثير الشقاق والخلاف.ونحن نتأمل اقوال نتنياهو كعينة للقيادات الصهيونية لا سيما الحكومة ومجلس الحرب عندما دافع ، عن “أخلاقية” الحرب التي تخوضها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة رافضا اتهامات جنوب إفريقيا للدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب “إبادة ضد الشعب الفلسطيني”.وصرح نتنياهو لدى بدء اجتماع لحكومته في تل أبيب: “سنواصل حربنا الدفاعية التي لا مثيل لعدلها وأخلاقيتها”، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يتصرف “بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات” في قطاع غزة.وقال إن الجيش “يبذل كل ما بوسعه لتفادي إصابة مدنيين، فيما تفعل حماس كل ما أمكنها لإلحاق الأذى بهم وتستخدمهم دروعا بشرية”.هذة التصريحات ومثيلاتها للقادة الاسرائيليين كافية لإحالتهم كظاهرة مرضية اجرامية لعلماء النفس والاجتماع. في 22 أبريل عانى هتلر مما وصفه بعض المؤرخين بانهيار عصبي خلال أحد الاجتماعات العسكرية لتقييم الحالة، وفي هذا الاجتماع اقر هتلر بأن الهزيمة قريبة وأن ألمانيا ستخسر الحرب. وصرح بأنه سينتحر وبعد ذلك سأل الدكتور فارنر هاسه عن طريقة جيدة للانتحار. واقترح هاسه تناول السيانيد ثم إطلاق النار على الرأس،فهل يفعلها “نتنياهو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى