النحات العراقي محمد العبيدي : معرضي رسالة عميقة عن جريمة العصر بحق المتحف العراقي.

أجرى الحوار الاستاذ باسل كبارة
فن النحت ليس مجرد تشكيل للجماد، بل هو حوار صامت بين المادة والروح، بين الفنان والمتلقي. الرمزية هي التي تمنح هذا الحوار عمقه ومعناه، مما يجعل النحت لغة عالمية تخاطب الوجدان وتختزل تاريخ الإنسانية وأفكارها في كتلة صامتة تتحدث بألف رمز.
انه تحويل الكتلة المادية من مجرد شكل إلى حكاية، أو فكرة، أو معتقد، أو عاطفة والرمزية هي اللغة التي يتحدث بها النحت عبر العصور.
الفنان والنحات العراقي السيد محمد عبيدي اقام مؤخرا معرضا فنيا للنحت في معرض رشيد كرامي الدولي الفجر الجديد التقته على هامش المعرض وكان لها معه الحوار التالي

منذ متى انت مقيم في لبنان ؟
انا مقيم في لبنان منذ اكثر من عشر سنوات ولكني ازور بغداد من حين لآخر ثم اعود حيث انني مستقر هنا
عرفنا عنك كفنان وكيف بدأت مسيرتك الفنية?
انا نحات عراقي الجنسية نلت درجة ماجستير في فن النحت من جامعة بغداد ثم عينت استاذا بالكلية ولكني بسبب الاحداث تركت العراق.. قمت بأكثر من معرض كانت بمعظمها تخص تاريخ العراق والاحداث التي جرت فيه.
حاليا تحولت الى الفن المفاهيمي لانه يوصل صورة اوضح، حيث انني رأيت ان الفن هو ادراك وان الفكرة اهم من المادة، و بدأت العمل على اساس هذا الموضوع.

المعرض الحالي هو تعبير عن سرقة المتحف العراقي. لأن هذه اقدم جريمة وهي ما يسمى بالجريمة الكبرى وجريمة العصر، وانا لا اريد ان ينسى هذا الموضوع فقد تم احتلال البلد بحجة البحث عن اسلحة الدمار الشامل بينما كان السبب الأساسي برأيي هو البحث عن تراث يهودي، عن آثار، عن ذهب بدليل ان الغزاة اول ما دخلوا الى بغداد بحثوا عن السراديب والخزائن التي تخص هذا الموضوع، وكل ما ترك بعد نهب المتحف هو الغبار حيث ان حضارتنا واغلب المنحوتات التي تعبر عنها كانت من الطين وكان هذا الطين يتفتت ويصبح غبارا بعد النهب وكما يقول بشلر في كتابه عن جماليات المكان ان المكان الفارغ بعد النهب والتدمير له قصة يحكيها المكان نفسه عن ما كان، وكيف كان، واي انسان عندما يدخل ويرى سوف يفكر وفق المرجعية التي بداخله وسوف يعرف انه هذه الحضارة عمرها الاف السنين، كيف تهدمت؟ ماذا كان هنا؟ ماذا يحكي هذا العمل؟

كيف تصف منحوتاتك او كيف تعبر عنها؟


انا جربت ان انقل صالة المتحف وضعت تمثال “نابو” الذي كان شاهدا على الموضوع بحكم وظيفته المعنوية اساسا بالموروث الديني، فهو المبلغ والمدون هو اله الحكمة والمعرفة. فتعمدت ان ابقيه وبقية الاثار للاشارة الى التهديم والكسر الذي حصل.
لقد رأيت قواعد الاعمال، اثار الكسر، الالات المستخدمة الزجاج المكسر وغيره والطين وكلها تحكي عن موضوع التهديم والسرقة، فما لم يسرق كسر.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
انا بصراحة أريد ان تكون طرابلس وجهتي لمثل هكذا اعمال وهكذا معارض انا منفتح على على كل المواضيع وأريد ان اشجع واقوم بدورات تدريبية وان اعمل معارض على مستوى الفن المفاهيمي والفن الادراكي كي نوسع هذا المفهوم اي الثقافة الحديثة.
انا اشكر زيارتكم للمعرض واضاءتكم عليه وعلى الرسالة التي اردت ايصالها من خلاله واتمنى ان يترك صدى مهما وان شاء الله سيكون لي معارض أخرى اتمنى ان تحظى بتفاعل اكبر وان تصل رسالتي عبر منحوتاتي الى كل العالم.




