الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

أحوال الزمان تغيّرتْ



الشاعر الدكتور جميل الدويهي

لولا يُسابقني الحصانُ، سبقتُه     

وتركتُ عندكِ أجملَ الأشياءِ…

صَوتي، وتفّاحَ الجبال، وقِصّةً  

أبطالُها عاشوا بلا أسماءِ…

لو كنتُ أعرِف أنّ نهراً في يدِي  

سرّحتُ شَعرَكِ بالنَّدى، والماءِ

أو أيَّ عصرٍ كنتِ فيه حبيبتي

عمّرتُ فيه مدينةً لغِنائي…

مَن ذا يفسّرني، ويعرف أنّني

لمّا فقدتُكِ، ريشةٌ بهواءِ؟

وجْهي يغطّيه السؤالُ، وموقدي

ما فيه عودٌ يابسٌ لشتاءِ…

كانت صداقتُنا مكانَ ولادتي

وطفولتي فوقَ الرصيف النائي…

كنّا نرتّبها ككُلّ حَديقةٍ
                    
من وشْوشات العطر… والحِنّاءِ

لكنّ أحوال الزمانِ تغيّرتْ      

ومشيتُ خلف ضبابة عمياءِ…

ووجدتُ أنّي في اتّجاه خاطئٍ

لا الأرضُ أرضي… لا السماءُ سمائي…

ماتت على شَفتِي الحروفُ، كأنّني

نقشٌ من الصَّلصالِ فوق إناءِ…

لمّا افترقنا، والطريق حزينةٌ

والليلُ غطّى مرفأَ الغُرَباءِ…

وهناك صار عِناقُنا شجراً… وفي

شالِ الحرير تركتُ ظلّ بُكائي…

ولأنّ خوفي أن تطولَ هزيمتي

خبّأتُ جرح هزيمتي بردائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى