الفجر الجديد

القتل “الإقتصادي-الإجتماعي” في لبنان مسألة جمالية


بقلم:رئيس التحرير زياد علوش

يوغل الدكتور “احمد العلمي” بتحريك السكين في جرح “المثقفين” الغائر فيقول: عند غياب “الحرية”يلجأ الناس إلى التفريج عن همومهم بألف وسيلة، ويهاجر أهل المال حيثما أرادوا،ولكن المثقف يسكنه الهم حيثما كان وأينما ارتحل ، فالقلق حقيبة بيده لا يفارقها ولا تفارقه، فيها جسده وبها ضميره.
هجرة الشباب اللبناني تتم على قاعدة “اخسر ضرسك الفاسد ووزنك الزائد وصديقك الجاحد وعملك غير الفائد وجارك الحاقد فبعض الخسائر ارباح ” .
ما تفعله الحكومات اللبنانية المتعاقبة ب”المواطنين”ونعني بذلك مجمل الطبقة السياسية المشاركة في السلطة،لا يختلف عما تفعله تل ابيب وواشنطن ولندن وباريس عواصم الاناقة في “غزة”،من ناحية العقلية والتفكير والممارسات مع فارق الاشكال والاحجام وهي الدفع نحو المزيد من ظروف الحياة البائسة.
اليهود انفسهم كانوا تحت يد هتلر ونازيته الجرمانية واليوم غزة تحت يد نتنياهو ونازيته الصهيونية ونحن عامة اللبنانيين تحت يد السلطات اللبنانية المتعاقبها وزبانيتها الفاسدة والمفسدة،هذا هو التفكير المنطقي تماماً. 
ينظر الى قتل الفراشات على انها جريمة في غاية البشاعة بينما يرحب بقتل الصراصير،يثبت ذلك أن القتل مسألة”جمالية” بل يمكننا الحض على قتل الفراشات نفسها قبل خروجها من الشرنقة فهي مجرد “دودة”.
وعليه ينظر الى بزخ واسراف اهل السلطة في لبنان على انغام نعيش نحن ويموت الشعب انه الشيئ الطبيعي،يستوي في تلك الطبيعية أن يكون معظم اللبنانيين لا سيما في الاطراف تحت خط الفقر.
المشكلة ان “ثراء” السلطويين لم يتأتى من شركات واعمال منتجة تعبوا وكدوا في بنائها بل من ميراث مماثل والسرقات العامة والعاب اقتصادية ومالية ونقدية وهندسات مصرفية على شكل “التمبولا”،كما ان فقر الفقراء ليس متأتياً من افلاس لبنان بل لانه بلد منهوب من اللصوص الظرفاء،حيث يستطيع السلطوي ان يفعل السبعة وذمتها بالطوابع الاميرية ويفاخر نهاراً جهاراً ولا يستطيع المواطن ان يشير اليه بمجرد الاشارة.

لا فائدة من جلد الذات الوطنية الفاسدة او من تكرار تحميل الفقراء “حيث الارحام تدفع والارض تبلع،مسؤولية صناعة خياراتهم السياسية فداء الجهل العضال مستفحل الى درجة متفشية.
يجب الإعتراف بإنسداد أفق تحقيق التنمية في لبنان ، بمعنى تحسين ظروف الحياة بشكل شامل ومستمر ، بسبب عدم قيام دولة العدالة والانتاج ، القادرة على تأمين الرفاهية فضلاً عن اساسيات الحياة الكريمة لكل المواطنين دون تمييز.
بؤس واقع الشباب اللبناني وعجزهم عن بناء مستقبل لائق على صغر احلامهم وتواضعها ، تحت سقوف اولويات تبدو مستحيلة “فرصة العمل والمنزل والزواج..” 
مطالب الناس في لبنان بسيطة ودون تكرار ملحمة توصيفاتها المملة ، وصلنا جميعاً الى نهاية الطريق ، إنه الطلاق خلعتك يا “شيخي” ايها الواعظ الوطني فالورد فرد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى