بقلم الخبير د. محمد سلطان
كل الازمات المتتالية على لبنان وشعبه هي اشبه بالمخاض العسير لولادة الجمهورية الجديدة وذلك بعد ان تتفكك حلقات الجمهوريات السابقة بكل رموزها وعناوينها المرحلية والتي كان يظن البعض انها لن تتفكك لكنها كانت اوهن من بيت العنكبوت ..
ان بناء الجمهورية اللبنانية بنظر الغرب يجب ان يسبقه انهيار اقتصادي وقضائي وامني كمؤسسات وكبيئة حاضنة ليقوم من بعدها بناء جديد على انقاض السابقات وربما على اشلاء ما تبقى من لبنان وشعبه اذا اقتضى الامر .. هذا الشعب الذي لم يستطع رغم الاهوال التي يعيشها من احداث تغيير ولو حتى خرق بسيط لا في الساحات ولا في صناديق الاقتراع كان لزاما ارغامه على التغيير ولو بالقوة ..
التسوية الان قاربت على بدء مرحلتها الاخيرة في انتخاب رئيس لن يدعي القوة ومجلس سيدعي الشرعية وحكومة ستدعي الاصلاح والانقاذ وستكون مرحلة منهجية جديدة في العلاقات الداخلية والدولية ..
واهم من يظن ان حربنا خلال السنوات الماضية كانت اهلية او ان قراراتنا المصيرية محلية وليست اقليمية ..
واهم من يظن ان لبنان يملك مقومات محاربة الفساد من الداخل الا ان يدعي البعض ذلك ..
عناوين كبيرة تشغل بال المواطن اللبنانية ليس اهمها اسم الرئيس اكثر من سعر ربطة الخبز وسعر الدواء وما لم يحققه الشعب بثورة الجياع سيحققه بثورة القرارات الدولية ..
كل قريب آت ولعل الاشهر القادمة ستحمل معها بشائر لن تعيدنا الى ما كنا عليها لكن ستكون بداية بناء الجمهورية الرابعة ..
عشتم وعاش لبنان .
