الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

اليهود العرب



د. فواز حامدي

من هواياتي المفضلة القراءة والبحث عن الجماعات في الشرق الأوسط. شيئ مرتبط بقراءاتي حول الحضارات القديمة والميثولوجيا والديانات في المنطقة.
طبعا لا بد من الإشارة عرضا وبشكل مبسط أننا في هذه البلاد أساس الحضارة الإنسانية (سومر ومصر وما حولهما). حتى فلاسفة الإغريق نهلوا من مناهلنا. المهم. كنت أبحث عن اليهود العرب الذين يشكلون أكثر من نصف يهود اسرأئيل. دورهم في السينما والغناء والمال والاقتصاد والثقافة العربية قبل تهجيرهم الى اسرائيل. طبعا اللائحة طويلة جدا. وثائقيات ومستندات وكتب. بالنسبة لي، خسارة هؤلاء هو بداية المؤامرة على بلادنا. فهم تماما مثل المسيحيين العرب مصدر غنى وتنوع. قام الصهاينة بكل ما يلزم حتى هجروا اليهود العرب من الدول العربية (الفرهود في العراق، وبساط الريح في اليمن…). طبعا كنا نحن كعرب مساهمين في تهجير اليهود. كنا أغبياء. حققنا أهداف الصهاينة نتيجة جهلنا. لم تكن اسرائيل لتقوم لولا هؤلاء.
تعرض اليهود العرب في اسرائيل الى أشنع أنواع التخويف والتطويع والتعنيف والتمييز والعنصرية. حيث خطف من العائلات اليمنية آلاف الأطفال من المستوصفات والمستشفيات لمصلحة اليهود الاشكيناز الغربيين. قيل لليمنيين ان الأولاد ماتوا. قمعت الشرطة تحركات اليهود المغاربة. وميزت ضد العراقيين والسوريين واللبنانيين. تم تخوين أي يهودي عربي يرتبط بجذوره. وكانت العقيدة الوحيدة المقبولة من الصهاينة الذين أنشأوا الكيان أن القومية هي القومية اليهودية. شعب اسرائيل قوميته يهوديته. تم دمج الدين بالأمة. يريدون الآن دمج الدين بالدولة. تحدثوا عن يهودية الدولة. وهذا تخلف ورجعية وتفتيت للمنطقة على أساس ديني ومذهبي وعرقي.
كان الاستحصال على اية معلومة عن اليهود العرب أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. كان الصهاينة يعتبرون الموضوع “تابو” يناقض عقيدة اسرائيل. مؤخرا ضخ في السوشال ميديا والإعلام المرئي والمكتوب مئات الأفلام والوثائق فجاة عن هذه الجذور. أصبحت العروبة مدعاة فخر للصهاينة بعد أن كانت مدعاة تمييز وتحقير.
يريد الصهاينة الآن التطبيع مع العرب. يستخدمون اليهود العرب كممر الى الإبراهيمية والتطبيع!
هم بكل بساطة يستغبونا مجددا. بالاتجاه المعاكس هذه المرة.
جوابنا سهل جدا. نحن نحب اليهود العرب. هم أهلنا وناسنا (ولا بد ان يعودوا عن أخطائهم في دعم دولة اسرائيل). عاشوا معنا مئات السنين بسلم وأمان. لكننا لن نرضى بإسرائيل في المنطقة. ولا بيهودية الدولة في اسرائيل. هذه اسمها فلسطين. كان اسمها فلسطين. وسيبقى اسمها فلسطين. اسرائيل مشروع غربي استعماري. وهو مرفوض. وعلى الصهاينة أن يرحلوا من المنطقة. ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى