الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

وسائل التواصل هي بحاجتنا ام نحن بحاجة اليها؟!

بقلم مديرة التحرير: ساره منصور



لكل عصر سمة اتسم بها فمن العصر الجليدي الى عصر الذرة كان دائما هنالك حدث ضخم ترك أثره على البشرية ولعل عصرنا الحالي هو عصر التكنولوجيا الرقمية، قيل سابقا ان الارض اصبحت قرية صغيرة بتطور وسائل التواصل والاتصال ولكن الان هي فعلا اكثر من ذلك وكلما شهدنا تطورا في تكنولوجيا الاتصال انعكس ذلك على الاعلام ووسائله وباتت وسائل التواصل الاجتماعي لها حيزًا كبيرًا من سلوكنا وحتى واجباتنا اليومية

من بحاجة إلى من ؟
هذا سؤال يطرح فرضية جدلية نحن اشد حاجة الى وسائل التواصل ام هي أشد حاجة لوجودنا؟
ويرى الكثير من منظّري الاعلام ان العلاقة متساوية ،فالانسان مفطور على حب المعرفة وتقصي المعلومة والتباهي بها ، ووسائل الاتصال تؤمن لنا ذلك لنكون شريحة مستهلكة لمنتوجات وخدمات تقدمنا لها ، وبات مؤخرا الحديث عن الذكاء الاصطناعي وارتباطه بوسائل التواصل الاجتماعي وكيف تقوم هذه الوسائل بعرض ما يناسبك من المنتوجات وتقدم لك ما تريده حتى دون البحث عنه ، ولكن ان اقتصر الامر على المنتوجات التجارية والخدماتية فربما لن يكون هنالك ضرر يجب الهروب منه، اما ان تكون صورنا وارائنا السياسية والثقافية والعقائدية هي عرضة للبيع كما يحصل مع منظومة ومشروع الكناري المسجل كمؤسسة في الولايات المتحدة الامريكية وممول من قبل شركات يهودية فإن كناري ميشن “Canary Mission ” موقع إلكتروني أنشئ في عام 2014 يجمع ملفات عن الناشطين الطلابيين والأساتذة والمنظمات، مع التركيز في المقام الأول على تلك الموجودة في جامعات أمريكا الشمالية، والتي تعد معادية لإسرائيل أو معادية للسامية، ويقول الموقع انه يرسل أسماء الطلاب المدرجين في قوائمه إلى أصحاب العمل المحتملين.
تم استخدام قوائم Canary Mission بواسطة الحكومة الصهيونية ومسؤولي أمن الحدود لاستجواب ومنع دخول المواطنين الأمريكيين المؤيدين للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، ومن قبل أصحاب العمل المحتملين.

ويُستخدم موقع كناري لترهيب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والناشطين المجتمعيين المشاركين في العمل التضامني مع فلسطين و يضع هذا البرنامج لائحة سوداء تضم اشخاصا ومؤسسات ستكون هنالك عواقب متدرجة عليهم من الحصول على تأشيرات او منح جامعية او وظائف او مراكز مهمة، هنا تأخذ وسائل التواصل الاجتماعي منحا متحيز فليس لدى العرب أي منظومة اعلامية او لدى المسلمين او النصارى وسائل تدافع عنهم وتحميهم بقدر تلك الموجودة لدى المؤسسات الصهيونية واليهودية ، واذا أضفنا ان مراكز المال الضخمة التي تمول الكثير من الحركات وحتى الدول وأعني بذلك المؤسسات المالية التابعة لعائلة “روتشلد وروكفلر” اليهوديتين اللتين تملكان أكثر من نصف الاصول في العالم وهما عائلتين يهوديتين من هنا نعرف ان التفوق الاعلامي والتحيز في وسائل التواصل الاجتماعي حتى الان يمتاز بالغلبة لجهة ما يسمى بمعاداة السامية ، اذاً نحن نتلقى المعلومة بما يُسمح لنا وندلي بآرائنا بالقدر الذي لا يسيئ اليهم ، وبات كل متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالسمكة التي علقت بصنارة صياد محترف فهو لا يخرجها من الماء فتموت مباشرة ولا يتركها تذهب .

رغم بشاعة الصورة الا اننا نستطيع بالعلم والوعي ان نستدرك ما يمكن استدراكه وان نعطي لابنائنا وتلاميذنا الفرصة الكافية للمصالحة مع الكتاب حتى يستطيع الفرد منهم ان يميز ما هو جق وما هو صواب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى