الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

النائب “وليد البعريني” رجل الصلح الاول في عكار

بقلم رئيس التحرير:زياد علوش



قَالَ الله تَعَالَى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114]، وَقالَ تَعَالَى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128]، وَقالَ تَعَالَى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال:1]، وقال تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10].
«الإصلاح بين الناس»وظيفة المرسلين وسلوك أصحاب النفوس العالية الذين يحبون للآخرين ما يحبون لأنفسهم، ويعملون على تحقيق أمن واستقرار مجتمعاتهم، لأن التخاصم والتنازع بين أفراد المجتمع يؤدي حتما إلى انتشار العداوات والمفاسد بين الناس، والله سبحانه وتعالى يقول: «إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون». ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فلقد كان عليه الصلاة والسلام يسعى بنفسه للصلح بين المتشاحنين مؤكدا بذلك أهمية الإصلاح بين الإخوة المؤمنين، فعن سهل بن سعد رضى الله عنه أن ناسا من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج إليهم النبي في أناس من أصحابه يصلح بينهم. وفي رواية قال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم».
فالقائمُ بالإصلاح بين الناس يتعرضُ كثيرًا للاتهام من الطرفين، لأنه يمثلُ الحقيقة في وضوحها، ولا يمكن أن يحيد، وقد يحدث أن كلا الطرفين أو أحدهما لا يرضى بالحقيقة، فلا بد له من الصبر الواسع على هذا الأمر العظيم، وله أجر عند ربه سبحانه وتعالى، فإن إصلاح ذات البين يُذهب وغر الصدور ويجمعُ الشملَ ويضمُّ الجماعة ويزيل الفرقة، والإصلاحُ بين الناس في دين الله مبعثُ الأمن والاستقرار، ومنبع الألفة والمحبة، ومصدر الهدوء والطمأنينة، إنه آية الاتحاد والتكاتف، ودليل الأخوة وبرهان الإيمان. قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]. والصلح خيرٌ تهبُّ به على القلوب المتجافية رياحُ الأنس ونسماتُ النَّدى، صلحٌ تسكنُ به النفوسُ، ويتلاشى به النزاعُ، الصلحُ نهجٌ شرعيٌ يُصانُ به الناسُ وتُحفظُ به المجتمعات من الخصام والتفككِ. بالصلح تُستجلب المودات وتعمر البيوتات، ويبثُ الأمنُ في الجنبات، ومن ثَمَّ يتفرغُ الرجالُ للأعمالِ الصالحةِ، يتفرغون للبناءِ والإعمار بدلاً من إفناءِ الشهورِ والسنواتِ في المنازعاتِ، والكيدِ في الخصومات، وإراقة الدماءِ وتبديد الأموال، وإزعاج الأهلِ والسلطاتِ، وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين وجعله عنوانَ الإيمان، فقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1].
بسبب نزغات الشيطان، وكثير من الماديات التي نعيش فيها، عمّ الفساد بين الناس، وصارت القطيعة، وكثرت المشكلات في المحاكم، والدعاوى، بسبب ما أحدثه الشيطان من النزغ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ سورة الإسراء 53. وهنا لا بد لأهل الحكمة، والعقل، والدين، من التدخل للإصلاح بين أفراد المجتمع؛ لأن ذلك باب عظيم من أبواب الأجر، لا يصلح المجتمع إلا به، إن هذه الطاعة العظيمة، التي ندبنا ربنا إليها إنما هو شأن عظيم، لا يجوز التفريط به، ولا يصلح أن يقول أحد: عليّ من نفسي ولا أتدخل بين الناس، بل تدخل بالخير، والإصلاح، لكن بالعلم والحكمة؛
، ولإصلاح ذات البين أصول وقواعد يكون أولها باختيار الوقت المناسب لذلك، ثمّ إنّ عليه عليه أن يكون لطيف المقالة، جميل العبارة،ثم يحذّر أطراف الخصام ويذكرهم بعواقب فساد ذات البين، ويجب ألّا يتعجل في الحكم، وبتمّهل في ذلك، فالعجلة قد تفضي إلى الإفساد بدل الإصلاح. ومن آداب الصلح المهمة أن يخلص المصلح نيتة لله، وعليه أيضًا أن يحرص على العدل بين المتخاصمين، وأن يحذر من ظلم أي من الطرفين، وأن يحكم بينهم بعلم شرعي، فإن لم يكن له ذلك، يستشير بذلك العلماء. ما يجب مراعاته في جلسة الصلح على الشخص المصلح وضع مجموعة من الأمور في عين اعتباره عند إدارة جلسة الصلح وهي: تحديد أساسيات التصالح يُعدّ تحديد النقاط الأساسيّة التي يتفق عليها الأطراف المتخاصمة بشكل واضح، كأرضية مشتركة تساعد على الوصول إلى تسوية، وتحُدّ من حدوث أيّ نزاعات مستقبلية فيما بينهم، حيث سيفهم كلّ شخص أنّ تقديم بعض التنازلات يساعد على الوصول إلى حلّ للخصام مع الآخر. توضيح أهمية الصلح يجب أن يوضّح المُصلِح مدى أهمية تأثير العلاقات الاجتماعيّة على الشخص، حيث إنّ الأسرة، والأصدقاء، وأيّ علاقات اجتماعيّة أخرى تعدّ مهمة بشكل كبير، ولا يجب الخوض في نزاعات وخلافات تدمّر هذه العلاقات، أو قد تؤذي الإنسان نفسياً وصحياً لما يترتّب عليها من قلق وتفكير في المشاكل والخلافات،الموضوعية بعد تحديد أسس الاتّفاق يجب توضيح مدى أهمية تحقيق حلّ مناسب للطرفين، فمن الطبيعيّ أن يتمسّك الأشخاص بمعتقداتهم وقيمهم أثناء المفاوضات، لكن هذا سيؤدي إلى عناد الأطراف أكثر، لذا على من يقوم بالإصلاح التأكّد من أنّ كلا الطرفين لديه وجهة نظر متوازنة، وأن يحرص على أن لا يتحيّز إلى أيّ منهما؛ ليطمئنا بأنّ القرار سيكون في صالح كلاهما. لذلك من الضروريّ أن يتحدّث بحكمة، ويتعامل مع الوقائع، والحقائق لتوجيه الأطراف المتخاصمين، بالإضافة إلى أنّ على من يصلح أن ينتبه لعدم التناقض حتى لا يشتّت غيره أو نفسه. الاستماع للآخرين خلال حلّ أيّ مشكلة من الضروري الاستماع إلى أطراف الخلاف، وإتاحة الفرصة للجميع لتوضيح وجهة نظرهم بشكل واضح، وبالتالي سيتفهم المصلِح جميع وجهات النظر، والأهم من ذلك أنّ المتخاصمين سيستمعون إلى بعضهم البعض بطريقة واضحة ومباشرة. التعاطف مع الجميع ينبغي على من يقوم بالإصلاح أن يتعاطف مع كلا الطرفين للاقتراب منهم وفهم وجهة نظرهم، وبعد ذلك يمكنه تكوين وجهة نظرهِ الخاصة وإقناعهم بها، وأخيراً الوصول إلى حلّ يرضي جميع الاطراف. استخدام الكلمات بحرص إنّ استخدام عبارات مؤثّرة وواضحة لها وقع إيجابيّ في نفس الإنسان، ولها أثر كبير في حلّ الخصام بين الأشخاص، والوصول لأهداف فردية أو مشتركة، فعلى من يُصلِح بين الأفراد أن يستخدم عبارات إيجابيّة لجعل الأطراف يشعرون بالاطمئنان،التصرف بذكاء حتى لو كانت المفاوضات تسير بشكل هادئ وسَلِس، فعلى من يصلح بين الأشخاص أن يتوقّع أيّ نقاش حاد،لذا من المهم القدرة على الحفاظ على هدوء الأشخاص، والسيطرة عليهم بشكل ذكيّ؛ لتجنّب أيّ نزاع، أو إساءة فيما بينهما. تقدير موقف الطرف الآخر من الصعب أن يفهم الإنسان أحداثاً، أو مشاعر لم يمرّ بما يشبهها سابقاً، لكن على من يُصلِح بين الأشخاص أن يحاول دائماً أن يتخيل نفسه مكان الأشخاص الآخرين، وبذلك يستطيع أن يتفاهم معهم بشكل أفضل؛ لأنّه قد أصبح على معرفة بما قد واجهه الخصمان. طرح الأسئلة المناسبة عند الحيرة في أمر ما خلال النقاش مع الأطراف المتخاصمة، يجب طرح الأسئلة بشكل مناسب وواضح، مع الحرص على طريقة طرح السؤال بصيغة لطيفة، وغير متكلّفة، أو مزعجة للآخر حتى يتم الإجابة على التساؤلات بصدرٍ رحب. من فوائد الصلْح بين المتخاصمين حلول المحبة والألفة مكان القطيعة والكراهية. غرس الفضيلة في نفوس الناس، ومنها العفو والمغفرة. كسب الحسنات، ورفع الدرجات. استقامة حياة المجتمع، والتفرغ للعمل المثمر. طمأنية القلوب وسعادتها، وحصول الراحة للنفوس من الغل والشحناء والحقد.
وفي الواقع العكاري مع صوته الانمائي والوطني القوي في العاصمة بيروت، تتكرر قصة نجاح مبادرات الصلح التي يقوم بها النائب وليد البعريني الذي يفضل لقب الحاج وليد،وإذا ما علمنا اهمية رسالة الاصلاح بين المتخاصمين وما تتطلبه من شجاعة وحكمة وتضحية وخبرة ودوافع ايمانية ووطنية وانسانية تتوضح اهمية الرسالة التي يقوم بها النائب البعريني في الواقع العكاري والتي توجته كرجل اول للصلح يحظى بالقبول والاحترام،بل قد تتعدى مساهمته الجغرافيا العكارية احياناً،بفضل عامل الثقة ودوراً ينشده المتخاصمين بالرضى والقبول،مع ما يعني استمرار الحاجة لهذا الدور الحضاري المهم،ولنا أن نتخيل تداعيات تلك الخلافات اذا ما استمرت دون علاج،لا سيما في ظل الواقع اللبناني المعروف اهمه القضائي والامني والاقتصادي الاجتماعي الضاغط حيث ان اكثرية المتخاصمين قد يلجؤون للثأر العشوائي وتحصيل ما يعتقدونه حقوقهم خارج ادبيات المحاكم والقانون.
مهمة رجل الصلح هذة تعني مصطلح الوساطة بين الدول وهذة مهمة تفاخر بها الامم والشعوب والبلدان التي حجزت لها مكاناً تحت الشمس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى