الفجر الجديد

الإسقاط الجوي للفاشر.. هل اقترب فجر الخلاص؟

بورتسودان :عثمان الطاهر

مؤخراً أعلن الجيش السوداني بشكل رسمي عن القيام بعملية إسقاط جوي للمواد الغذائية لأول مرة منذ أكثر من عامين لمدينة الفاشر في وقت يطوق فيه الجوع والمرض حياة المواطنين العالقيين الذين يمنون النفس بشق تمرة بعد أن اعتادوا على أكل ورق وصفق الأشجار من أجل انقاذ أرواحهم، يعانون ويتألمون بصمت والعالم باثره يتفرج ويشاهد حجم المأساة الإنسانية التي لاتقل سوءاً عن ما يجري بقطاع غزة.

ووجدت عملية الإسقاط حالة من السرور لدي المتابعين والناشطين وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان لما تحمله من نقطة ضوء انه يمكن انقاذ الآلاف من الأرواح البريئة التي يحاصرها الموت في ظل التصعيد العسكري للعمليات القتالية، نعم عملية الإسقاط يجب ان تشكل دافع وحافز لكل مهتم وكل من تسكن قلوبهم الرحمة من أجل اهالي الفاشر لتقديم العون الإنساني وبالتاكيد هي ليست الحل الجذري والذي يطمح كل فرد لكنها تشكل بارقة أمل وأن فجر الخلاص قد اقترب بوصول الغذاء والدواء.

و بعيداً عن صور القتل والانتهاكات التي تحدث بشكل علني على مرأى ومسمع من العالم والتي تتداولها وسائط التواصل الاجتماعي كأنها أمر إعتيادي فيتعين على المنظمات الدولية والمحلية الأسراع بالتنسيق مع الجيش إرسال المواد الغذائية للفاشر المنكوبة بسبب الحصار المفروض عليها، وأن تستنفر كل علاقاتها وجهودها من لدخول الغذاء والدواء مع التدهور الكبير للقطاع الصحي، ويجب أن يقرع جرس الانذار على المستويات الرسمية والشعبية تحت شعار انقذوا اهل الفاشر هم لاذنب لهم أنهم وجدوا انفسهم بين المدافع والسيارات القتالية.

وفاتني أن أشيد بما تقوم به منظمة مشاد الدولية وقائد ركبها دكتور أحمد عبدالله إسماعيل الذي لم يغمض له جفن بمعية رفاقه وهو يقود دفة القيادة توجيهاً وارشاداً عبر إصدار تقارير راتبة توثق لما يتعرض له المدنيين من معاناة إنسانية بلغت العنان وسط صمت دولي غير مبرر، وندعوا لتضافر الجهود الوطنية وتكريس كل الجهود لمواطني الفاشر وجميع المناطق المحاصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى