الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

اختلال التوازنات يُدخلنا في زمن فسخ التعاقدات
لا مستقبل لشعارات التخلف السياسي الوطني

بقلم عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين الأستاذ علي يوسف

يخطىء من يظن ان السلطات اللبنانية هي التي تمارس دورها الدستوري في حكم البلد ووضع سياساته ..
ما حدث ويحدث في لبنان منذ الحرب الأهلية هو تأكيد على ان لبنان ليس دولة وليس وطن بل كيان تحكمه توازنات إما خارجية بوصاية مكشوفة وإما ما يُتعارف على تسميته الدولة العميقة الموجودة في كل الدول الا انها في لبنان تتميز بالمراوحة بين حدّي التبعية والعمالة وتتعاطى معها القوى السياسية على انواعها وحتى قوى المقاومة وجماهيرها وكأنها قدر محتوم وأنها قدر التركيبة اللبنانية ويجب القبول به …؟
ويتم تبرير كل ذلك تحت عناوين وطن الرسالة ووطن التعايش ووطن سياسات التوافق اليومية ..؟؟؟؟
واذا كان هذا الامر سمح و يسمح بالاستقرار و بالازدهار احيانا في مراحل استقرار التوازن الدولي واحتمال استخدام الساحة اللبنانية وهوتعبير اصيل لوصف لبنان في انجاح اقليمي لمخططات هذا التوازن فإن انهيار استقرار التوازن كما هو الواقع الحالي يطرح بسرعة و بصراع حاد موضوع الانتماء المحوري للبنان انطلاقا من الاختلاف التكويني حول الأمن القومي اللبناني …!!!
وهكذا يبدأ الظهور العلني الفج لايديولوجية التعاقد اللبنانية “الفريدة “على كافة مستويات التكوين والسلطات والعلاقة بينها والسياسات والمؤسسات اللبنانية على انواعها ..
ولأن التوازن قيد الاختلال فإن المرحلة تصبح مرحلة فسخ التعاقدات والحقوق على كافة المستويات وهكذا يبدأ كل شيء بالتحلل : لا رئيس جمهورية .. حكومة تصريف اعمال لا تستطيع التوافق بمجموعها على حد ادنى فتحكم بتصريف اعمال و بصلاحيات الحد الادنى بأكثرية موقع طعن … تفليس القطاع المصرفي و تنفيذ اكبر عملية نهب للودائع … انهيار الادارة العامة وتحويل الرواتب الى جزيئات كلها مرحلية وتفتقد الى اي استقرار والى مفاعيل مستقبلية لنهاية الخدمة فتصبح الوظيفة العامة على شكل تعاقد مشوه … يصبح وجود المؤسسات الأمنية رهن مساعدات خارجية بما مفهوم وطنية وجودها مهددا وتحت رحمة خارجية ..وتختلف سياسات القوى السياسية الى حد العداء وخارج حتى التعايش في تعبيراتها وتبادل الاتهامات الخ…؟؟؟؟!!!!!!
ولا يعتقد احد ان هذا حصل ويأتي فقط نتيجة سياسات خاطئة .. أو نتيجة فساد .. لأنه سيكون قد وقع في الغباء والجهل الفكري والسياسي الذي ارتضاه اللبنانيون في التكوين اللبناني وحافظوا عليه تحت الوصايات المباشرة وغير المباشرة التي شجعت على المكاسب والمواقع وتمحور السياسات في اطارها تحت عناوين التعايش والتوافق من دون ان تستفيق على ان ان هذا التعايش القائم على التناتش الاختلافي والخلافي هو في الاساس اراده من صنع سايكس بيكو “صيغة لبنانية فريدة ” تحت شعار الرسالة ليكون بالفعل موقع استيراد ازمات لاستيعاب توازنات وموقع تصدير ازمات كمساعد للكيان الصهيوني حيث يصعب على الكيان تنفيذ المخططات او حيث يكون الأمر لا يستدعي التدخل المباشر للكيان لتأجيج الصراعات العربية والاقليمية ……
وصلنا الى مرحلة فسخ التعاقدات لأننا وصلنا الى مرحلة تهديد اختلال التوازنات التي باتت تهدد سايكس بيكو ….
التفكير في مستقبل لبنان يحتاج الى أكثر من انتخاب رئيس جمهورية والى أكثر من شعارات انتظام المؤسسات الدستورية والتعايش والتوافق … انه يحتاج الى مشروع بناء دولة ووطن قائم على أمن قومي يكون ركيزة تكوينه السياسي والاقتصادي والاجتماعي وركيزة سياسات مؤسساته…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى