خاص الفجر الجديد

غزة والحلم الاسرائيلي

بقلم الخبير د.محمد سلطان

بالعودة الى الوراء بالزمن حيث كانت العرب لا تزال تمتلك بعضاً من المروءة في تعاطيها السياسي مع القضية الفلسطينية وحيث كانت الولايات المتحدة ترغب بشيء من الاستقرار في الشرق الأوسط وبوساطة سعودية مع ياسر عرفات نشأت فكرة حل الدولتين، أوسلو ومن قبله كامب ديفيد كان يرى البعض فيه انهزام واستسلام منظمة التحرير لكن اثبتت الاحداث ان اسرائيل هي من دخلت هذه الاتفاقيات مرغمة وكان سلوكها في ما تلى ذلك سواء ً تجاه السلطة الفلسطينية في الضفة او قطاع غزة كان يوحي و بشكل واضح ان الحلم الصهيوني بيناء دولة اسرائيل الكبرى يتعارض مع حل الدولتين، ومن شارون الى نتنياهو سعت الحكومات الاسرائيلية الى حصار وضرب غزة و حتى احتلالها، لا يخفى ان تعاطي حكومة شارون مع الرئيس ياسر عرفات وحصار رام الله وضرب مقر السلطة وحتى تسميم الرئيس عرفات كانت ضمن استراتيجيات تحقيق الحلم الصهيوني بدولة اسرائيل الكبرى واستعادة ما خسرته بالمفاوضات والسلاح معتمدين على انشغال العالم كل بشؤونه واصرارهم لحد الوقاحة بخرق كل ما هو متعاهد عليه.

بالعودة الى ما جرى في عزة فقد اصبح جلياً للجميع دون اي شك ان نتنياهو لا يريد حل ولا يريد حتى الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية هو يريد تسوية غزة بالارض وقتل اهلها ضمن صمت وحصار عربي مخجل ، ان العالم الغربي فرضت عليه الارادة الشعبية التحرك فالمسيرات والتظاهرات في الشوارع والجامعات اربكت هذه الدول وجعلتها تغير شيئاً من سياستها تجاه القضية الفلسطينية لحد رفع الغطاء عن الكيان الصهيوني وحكومة نتنياهو وما يزال ييقي قليل من الاستمرار والشرعية لهذه الحكومة هو النزعة الدموية لليمين الاسرائيلي والتواطؤ والصمت العربي من الدول العربية مثل الامارات ومصر والاردن وغيرهم من بعض الدول، والمخجل انه رغم التحركات الشعبية في عدة دول عربية واسلامية لكنها لم تكن بالمستوى اللائق اخلاقياً وانسانياً لتقوم هذه الدول العربية بموقف مشرف  تجاه هذه القضية التي تخطت السبعين عاماً من الاحتلال والتنكيل والغدر .

نتنياهو الذي ثبت انه يلجأ في كل مرة عند الشعور بسقوط حكومته الى استفزاز واستدراج الفلسطينيين للمواجهة وآخرها الحرب ، نتنياهو حقق كل ما يرغب فيه فهو تقريباً دمر غزة وقتل اهلها وامعن في حصارها رغم ان الثمن الذي دفعته اسرائيل من عزلة واعادة وضع  القضية الفلسطينية امام الرأي العام هو اكير من أحلام نتنياهو والتي ثبت أنه لا يريد السلام ولا يريد دولتين ولا يريد تطبيع هو ذلك المجنون الحاقد الذي جسد العقلية الصهيونية بالخراب اينما حلت هو الآن يتصرف كشمشون الأعمى الذي يهدم المعبد على رأسه ورؤوس اهل فلسطين، انها مسألة وقت ليقرر اليهود في الشرق الأوسط إن كانوا يريدون دولة جوار أو أن يكونوا تحت أنقاض المعبد مع نتنياهو .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى