الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

الحرب على غزة وصناعة المعادلات


بقلم:رئيس التحرير زياد علوش

ينبغي للعرب والمسلمين الذهاب نحو صناعة معادلات القوة الخاصة بهم بعد إحالة ظاهرة العجز والخذلان العربي والاسلامي الرسمي والشعبي ل”غزة” لعلماء النفس والاجتماع،وما رافقها من انتقادات لحركة المقاومة الاسلامية حماس لإقدامها على تفجير عملية “طوفان الاقصى” وتحميلها تداعيات ما حدث ويحدث ل “غزة” او من لعن وطعن بالسادية الصهيونية وادعية منبرية بهلاك الاعداء.
يذهب الدكتور “بدران بن لحسن” الى اننا: بدل أن نفكر في تحقيق لوازم الايمان؛ وهو نصرة المؤمن لأخيه المؤمن، رحنا نجادل في الفرق والمرجعيات جدالا جاهلا جهولا، بينما اخوة لنا يتعرضون لإبادة جماعية.
ان الفرق والمرجعيات التي لا تهتم بأمر المسلمين وهم يقتلون على أيدي قوى البغي والعدوان، لهي فرق ومرجعيات وجماعات ونخب موتها أولى من حياتها.
بل ان العدوان والبغي سيطالها جميعا، إذا تم تدمير الفئة المرابطة في غزة خاصة وفلسطين عامة.
وبدل ان نؤمن بالغيب ونجتهد في تحقيق متطلبات عالم الشهادة، دخلنا جحر ضب الجدل الكلامي البيزنطي، وضيّعنا واجبات حمل الأمانة وتحقيق الخير والقسط بين الناس وإنجاز العمران الذي يحقق الحياة الطيبة.
في علم التفس الاجتماعي :
مهما شتم وشهَّر الضعفاء بالأقوياء وذكروا كل مافيهم من ظلم وتوحش ، ستنعكس الدعاية تلك ضد الضعفاء أنفسهم لأنها ستؤثر على معنوياتهم وتزيد من عنف وإرهاب المتسلط ، لذلك فإن التركيز يجب أن ينصب على معافاة مجتمع الضعفاء وتقوية المناعة عندهم وتقديم المشاريع التي تجعلهم يستغنون عمن يزيد ماهم فيه من سوء ومهانة.
يخلص د. “علي لاغا” في تغريدته للقول “إن الحديث عن الآخر لا يفيد إلا مجلس خبراء كي يقدم مشاريع تحبط مخططات ذلك الآخر السيئة ، لكن تعَرُّض الجماهير  لإعلام يخيفهم من عدوهم أو منافسهم فذاك ضدهم هم  أنفسهم و عوناً لمن يهدد إنسانيتهم ووجودهم .
الإعلام الصديق :
تشخيص أسباب الضعف والتوجيه إلى مصادر القوة علماً وبحثاً وزراعة واقتصاداً وازدهاراً وتماسكاً وصناعة تكفي المجتمع المحلي إن لم تتفوق وتسخير كل ماهو كامن وكائن وكل طاقة بواسطة مياهنا المتدفقة على البحر وتربة أرضنا الخصبة  و هوائنا  وبالتأكيد شمسنا التي تسطغ غالب أيام السنة .
الدرس الاهم من “طوفان الاقصى” والذي قد يعتبرها البعض دعوة حالمة،في ظل الانقسام الشديد والواقع المتأزم،هو اهمية كيفية صناعة المعادلات بدل التلهي بتكرار المعزوفة السالف ذكرها،في معظم المشادات مع اسرائيل،العرب لا تنقصهم عناصر خلطة اوكسير التغيير الكامنة نحو الافضل بل يفتقدون للدوافع والارادة والعزيمة،لتسييلها الى ارض الواقع،ويتأتى ذلك من اهمالهم للحق العام لصالح المصالح السلطوية الضيقة،مما يبقيهم حكام ضعفاء على شعوب منهكة،رغم المقدرات الهائلة الكامنة لصناعة الفرص البديلة الممكنة.
ولاننا لا نريد السقوط في ما نود النهي عنه،وهو المراوحة في دائرة جلد الذات والسب والشتم للآخر،فالدعوة الملحة هي للبناء على صمود غزة الاسطوري شعباً ومقاومة،على اساس استكمال نقص او فتح جديد نطرق خلالها مسارات تتيح للجيل الجديد التعبير عن ذاته بما يتيح له تحمل مسؤوليات المراحل القادمة،وبما يستلزم ذلك من قراءة نقدية حقيقية لمجمل القوى العربية والاسلامية الاقليمية الفاعلة”السعودية،ايران،تركيا..”بما يعيد الاعتبار للعمل الاسلامي الوحدوي التنموي العادل والمنتج،واستراتيجيا تشاركية حول تحرير فلسطين.
الامر يتطلب اعداد رؤيوي يتخطى الانتهاء من الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ليكون فتحاً جديداً ملهماً لمستقبل ودور مختلف،وهو ان نمد بصرنا كشعوب عربية واسلامية نحو الدور الحضاري الانساني الذي يليق بما نستطيع تحقيقه،وان لا نبقى ساحة تخريب وتجريب،نستصرخ الالم ونستعطف وقف اطلاق النار،فالمقدرات المهملة تجمع في صالح الاعداء.
يمكن الانفتاح على كل الصيغ الممكنة لتحقيق ذلك دون احكام مسبقة واسقاطات قد لا يحتملها الواقع الجديد،مع ثبات في الاصول وتغيير للوسائل والاساليب.
فكرة الوحدة العربية بحاضنتها الاسلامية وابعادها الانسانية،لا تزال ممكنة من حيث المبدأ في إطار النقاشات التالية،شرط الابتعاد عما تم استهلاكها به طيلة الفترة الماضية،اي المتجارة بها كشعارات لغايات مضللة،بما تتطلب بداية من اعادة الاعتبار للغتها،كضرورة حتمية لفهم ابعاد مسارها السليم واهدافها النهضوية،ولتجنب عوائقها من فوضى المصطلحات وارتباك المفاهيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى