الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

حرب غزة أم حرب غاز؟!

بقلم نعمات أكومه

ان المتتبع لمسار الحرب في غزة وللحركة الدبلوماسية الدولية بين مؤيد ومعارض جعلنا نتساءل عن هذه الحروب الدائمة والمتكررة ومسارها المعقد: ماذا يوجد في غزة ؟؟ ولماذا هذا الاصرار الاسرائيلي على احتلالها والعدوان عليها مما يهدد وجود الدولة الاسرائيلية نفسها فكان الجواب انه غاز غزة وليس غزة بحد ذاتها.
ان من أهم مصادر الطاقة الاحفورية النفط والغاز الطبيعي ولكن ما يميز الغاز الطبيعي عن النفط هو أنه صديق للبيئة بسبب انخفاض انبعاث غازات الاحتباس الحراري عند حرقه مقارنة بالنفط وهو أحد مصادر الطاقة البديلة العالية الكفاءة القليلة الكلفة وهو يعتبر من انظف المصادر الاحفورية من هنا اعتماد أوروبا عليه كمصدر طاقة مهم واساسي.
يستخدم الغاز في تشغيل المصانع وتدفئة المنازل وتبريدها وكوقود للسيارات والقطارات والسفن وغيرها من المجالات.
كانت روسيا قبل حرب اوكرانيا هي المورد الأساسي للغاز إلى أوروبا حوالي 43%من واردات الاتحاد الاوروبي وبعد نشوب الحرب قامت روسيا بقطع امدادات الغاز إلى أوروبا بسبب دعم الاتحاد الاوروبي لاوكرانيا  مما خلق أزمة وجعل الاتحاد الاوروبي الشبه منهار يبحث عن تحالفات جديدة لتأمين حاجته من الغاز وهذا ماجعل من دول الجوار على البحر المتوسط ملجأً للحصول على الغاز .
مؤخراً وقعت فرنسا اتفاقية تنقيب عن الغاز مع لبنان عبر شركة توتال ولكن تفجير مرفأ بيروت والتهديدات الأمنية المتتالية للبنان جعلتها تتجه الى اسرائيل الوجهة الصالحة لاستيراد الغاز عن طريق مرفأ حيفا.
فمنذ اكتشاف الغاز في شرق المتوسط كان لدولة الاحتلال النصيب الاكبر من الاحتياطيات الموجودة قبالة سواحل الاراضي المحتلة وكانت تسعى للاستفناء عن استيراد الغاز من مصر وقطر  وكانت دائما تنظر الى الغاز على انه سلعة سياسية تمكنها من انشاء تحالفات وتحقيق اغراض امنية مع مختلف دول الجوار وايجاد اسواق لتصريف الانتاج واستطاعت بمساعدة الولايات المتحدة أن تبرم صفقات طويلة الامد مع الاردن ومصر لتصدير الغاز اليهما حيث قام اموس هوكشتاين المولود لابوين اسرائيليين بزيارة الاردن ١٤ مرة لابرام صفقة تصدير الغاز اليها. وهكذا ايضاً تحولت مصر الى مستورد للغاز من اسرائيل بعد ان كانت مصدرا له.
ولكن ذلك لم يكن كافيا اذ اتجهت دولة الاحتلال الى قبرص واليونان واقامت معهما شراكة تم بموجبها مد خط انابيب ايست ميد وبذلك اصبحتا حليفتين لدولة الاحتلال.
في نهاية عام ٢٠٢٣ كانت استراتيجية الغاز بالنسبة لدولة الاحتلال في اوج نجاحها حيث كانت تجني المكاسب المهمة من مشروع ايست ميد ومنتدى شرق المتوسط كما رسمت الحدود البحرية مع لبنان وكانت تنوي اقامة منصة عائمة مقابل حقل تمار ، كم اتها ابرمت عقود شراكة مع الامارات عبر شركة ادنوك وليس ببعيد ايضا المفاوضات التي كانت تجريها مع تركيا  الساعية لاثبات نفسها كقوة اقتصادية في العالم لمد خط انابيب لتصدير الغاز اليها والى اوروبا ، 
اضف الى ذلك قناة بنغوريون التي تقوم اسرائيل بحفرها والتي تصل الى ايلات  للاستغناء لاحقاً عن قناة السويس وكانت اسرائيل خلال  هذا الوقت تروج لنفسها كمصدر آمن ومضمون للغاز بالنسبة للاسواق الاقليمية والاوروبية.
ودائماً ما كانت عين دولة الاحتلال على  حقلي الغاز الذين اكتشفا في اواخر التسعينات من القرن الماضي  قبالة سواحل غزة، مارين ١ الواقع بأكمله ضمن المياه الاقليمية لمدينة غزة و مارين ٢ الواقع على الحدو د البحرية بين اسرائيل وغزة وتتراوح القيمة السوقية الكلية للغاز في الحقلين ما بين ستة وثمانية مليارات دولار، من شأنهما أن يلبيا حاجات الفلسطينيين المتوقعة من الطاقة الكهربائية لمدة 25 عاماً.

ان المتتبع لمسار الحرب في غزة وللحركة الدبلوماسية الدولية بين مؤيد ومعارض جعلنا نتساءل عن هذه الحروب الدائمة والمتكررة ومسارها المعقد: ماذا يوجد في غزة ؟؟ ولماذا هذا الاصرار الاسرائيلي على احتلالها والعدوان عليها مما يهدد وجود الدولة الاسرائيلية نفسها فكان الجواب انه غاز غزة وليس غزة بحد ذاتها.
ان من أهم مصادر الطاقة الاحفورية النفط والغاز الطبيعي ولكن ما يميز الغاز الطبيعي عن النفط هو أنه صديق للبيئة بسبب انخفاض انبعاث غازات الاحتباس الحراري عند حرقه مقارنة بالنفط وهو أحد مصادر الطاقة البديلة العالية الكفاءة القليلة الكلفة وهو يعتبر من انظف المصادر الاحفورية من هنا اعتماد أوروبا عليه كمصدر طاقة مهم واساسي.
يستخدم الغاز في تشغيل المصانع وتدفئة المنازل وتبريدها وكوقود للسيارات والقطارات والسفن وغيرها من المجالات.
كانت روسيا قبل حرب اوكرانيا هي المورد الأساسي للغاز إلى أوروبا حوالي 43%من واردات الاتحاد الاوروبي وبعد نشوب الحرب قامت روسيا بقطع امدادات الغاز إلى أوروبا بسبب دعم الاتحاد الاوروبي لاوكرانيا مما خلق أزمة وجعل الاتحاد الاوروبي الشبه منهار يبحث عن تحالفات جديدة لتأمين حاجته من الغاز وهذا ماجعل من دول الجوار على البحر المتوسط ملجأً للحصول على الغاز .
مؤخراً وقعت فرنسا اتفاقية تنقيب عن الغاز مع لبنان عبر شركة توتال ولكن تفجير مرفأ بيروت والتهديدات الأمنية المتتالية للبنان جعلتها تتجه الى اسرائيل الوجهة الصالحة لاستيراد الغاز عن طريق مرفأ حيفا.
فمنذ اكتشاف الغاز في شرق المتوسط كان لدولة الاحتلال النصيب الاكبر من الاحتياطيات الموجودة قبالة سواحل الاراضي المحتلة وكانت تسعى للاستفناء عن استيراد الغاز من مصر وقطر وكانت دائما تنظر الى الغاز على انه سلعة سياسية تمكنها من انشاء تحالفات وتحقيق اغراض امنية مع مختلف دول الجوار وايجاد اسواق لتصريف الانتاج واستطاعت بمساعدة الولايات المتحدة أن تبرم صفقات طويلة الامد مع الاردن ومصر لتصدير الغاز اليهما حيث قام اموس هوكشتاين المولود لابوين اسرائيليين بزيارة الاردن ١٤ مرة لابرام صفقة تصدير الغاز اليها. وهكذا ايضاً تحولت مصر الى مستورد للغاز من اسرائيل بعد ان كانت مصدرا له.
ولكن ذلك لم يكن كافيا اذ اتجهت دولة الاحتلال الى قبرص واليونان واقامت معهما شراكة تم بموجبها مد خط انابيب ايست ميد وبذلك اصبحتا حليفتين لدولة الاحتلال.
في نهاية عام ٢٠٢٣ كانت استراتيجية الغاز بالنسبة لدولة الاحتلال في اوج نجاحها حيث كانت تجني المكاسب المهمة من مشروع ايست ميد ومنتدى شرق المتوسط كما رسمت الحدود البحرية مع لبنان وكانت تنوي اقامة منصة عائمة مقابل حقل تمار ، كم اتها ابرمت عقود شراكة مع الامارات عبر شركة ادنوك وليس ببعيد ايضا المفاوضات التي كانت تجريها مع تركيا الساعية لاثبات نفسها كقوة اقتصادية في العالم لمد خط انابيب لتصدير الغاز اليها والى اوروبا ،
اضف الى ذلك قناة بنغوريون التي تقوم اسرائيل بحفرها والتي تصل الى ايلات للاستغناء لاحقاً عن قناة السويس وكانت اسرائيل خلال هذا الوقت تروج لنفسها كمصدر آمن ومضمون للغاز بالنسبة للاسواق الاقليمية والاوروبية.
ودائماً ما كانت عين دولة الاحتلال على حقلي الغاز الذين اكتشفا في اواخر التسعينات من القرن الماضي قبالة سواحل غزة، مارين ١ الواقع بأكمله ضمن المياه الاقليمية لمدينة غزة و مارين ٢ الواقع على الحدو د البحرية بين اسرائيل وغزة وتتراوح القيمة السوقية الكلية للغاز في الحقلين ما بين ستة وثمانية مليارات دولار، من شأنهما أن يلبيا حاجات الفلسطينيين المتوقعة من الطاقة الكهربائية لمدة 25 عاماً.

وبموجب المادة “55” من أنظمة لاهاي المتعارف عليها في القانون الدولي، “يُحظر على إسرائيل استغلال الموارد المحدودة غير المتجددة في المناطق المحتلة لتحقيق مكاسب تجارية ولمصلحة دولة الاحتلال، بموجب قواعد الانتفاع. وعليه، يُحظَر على إسرائيل، باعتبارها سلطة إدارية فعلية في المناطق المحتلة، استنزاف الموارد الطبيعية”. وقد قامت السلطة الفلسطينية آنذاك بتلزيم مارين ١ الى شركة بريتيش غاز BG البريطانية وشركة CCC المملوكة لفلسطينيين للتنقيب عن الغاز ولكن دولة الاختلال دائماً كانت حاضرة لمنع تنفيذ هذا العقد .
قبل عملية طوفان الاقصى قامت دولة الاحتلال بمنح 12 ترخيصا لستة شركات للتنقيب عن الغاز احداها اماراتية والمنطقة المستهدفة هي التي تخضع بأكملها للسلطة الفلسطينية بحسب اتفاق اوسلو ١٩٩٣.
الا ان حماس وفي السابع من تشرين الاول الماضي قامت بهجوم مباغت على قوات الاحتلال المتمركزة في غلاف غزة واطاحت بكل الطموحات  والاطماع وعرقلت جهود تل ابيب لتحقيق تقدم في المجال الاقتصادي  كما ادى الهجوم الى هروب المستثمرين .
هذا الهجوم الذي اعتبر اكبر خرق امني و عسكري لدولة الاحتلال منذ تأسيسها والحرب الطويلة التي لا زالت مستمرة والتي تنذر بخطر الانزلاق الى حرب اقليمية كانا بمثابة جرس انذار بدد احلام اسرائيل بالسيطرة على تجارة الغاز وفي شرق المتوسط بسبب ما كشفته من ان منصات الغاز ليست في مأمن من الحروب والهجمات.
ونظرا للغارات الجوية والحرب البرية التي كان هدفها القضاء على حماس والتي ادت الى تدمير المنازل وقتل الابرياء من الشعب الفلسطيني  فقد انقسم الرأي العام العالمي الى فريقين الاول داعم لدولة الاحتلال  وحقها في الدفاع عن نفسها ودول شاجبة  لما تقوم به اسرائيل من دمار لغزة وقتل للأبرياء وداعمة للفلسطينيين وحقهم في ان يكون لهم دولة مستقلة ذات سيادة.
فالدول الداعمة مثلاً الولايات المتحدة تسعى الى السيطرة على ممرات التجارة العالمية ومنها حوض البحر المتوسط عن طريق اسرائيل ، والدول الأوروبية التي هي بامس الحاجة  لتنويع مصادرها للحصول على الغاز لا سيما من حوض البحر المتوسط الذي يعتبر الاقل كلفة بالنسبة لها في حين ان الدول الداعمة لحماس مثل تركيا وايرا ن وقطر وجنوب افريقيا وروسيا الصين فنزويلا اندونيسيا وغيرها فلكل منها مصالحها الخاصة فمثلا تركيا تسعى لان تكون طرفا في تجارة الغاز الى اوروبا  وايران لها نفس اطماع اسرائيل التوسعية وروسيا تريد منع اوروبا من الاستفادة من غاز شرق المتوسط
باختصار يمكن القول بأن حماس قد اعادت الى الواجهة بقوة القضية الفلسطينية كما انها كرست نفسها كمقاومة فاعلة للاحتلال ولكن الى متى ستتمكن حماس والمقاومة من التصدي لجيش الاحتلال ؟
هل ستستطيع استعادة السيطرة على غزة وطرد جيش الاحتلال مع العلم بأنه يظهر جليا ان دولة الاحتلال لن تغادر غزة قريبا؟ 
ما هي التداعيات الاقليمية والعالمية التي ستنتج عن هذه الحرب وهل سيكفي صمود المقاومة لتحقيق شروط اقضل للتفاوض؟
هل ستتمكن المقاومة الفلسطينية من تكريس حقها في الثروات الطبيعية الموجودة داخل حدود القطاع ؟
هذه التساؤلات وغيرها ينتظر العالم بأسره اجوبة عليها في الأيام وربما في الساعات القادمة وربما بعض هذه الاجابات سيغير معالم المنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى