الفجر الجديدخاص الفجر الجديد

تفهَّمي صمتي


شعر الدكتور جميل الدويهي
مشروع أفكار اغترابيَة – سيدني


أتحبُّني؟ كم مـرَّة هذا السؤا لُ سمعتُهُ، ورفضتُ أن أتكلما…

إن قلتُ: لا، وقف الزمان مكانَهُ، والعمرُ حاثره الظلام، فأظلما…

الـحـبُّ شيء لا يـفسِّره الـكـلا مُ، فلست أملِك حـين يملكني فَما!

الحبُّ أوجـدني، وكنت خرافو، والحبُّ أسعدنـي، وكنت محطَّما

وهـو الذي أحرقتُ فيه أصابـعي
ودخلتُ في أوجـاعـه مترنِّما

كنت الغـريبَ، فضمَّني بجناحه،
حتَّى نسيتُ الـواقـع المتأزِّما…

إن قيلَ: ضاعت في البحار مراكبي فأنـا أمـرتُ البحـر أن يتحكَّما…

وأنـا الذي مـا كان ينبض قلبه،
فإذا بـه في الحبِّ صار معـلِّـمـا

من عشب عينيك اخترعتُ حديقتي، وصنعتُ من ذهب الأساور أنجُما

ونشرتُ ثوبَكِ في الـربيع، كأنَّـه بستانُ ورد للفـضاء تبـسَّمـا…

إنـِّي أحبُّكِ في بـراءة شاعر، فتقـبَّـليـنـي حائراّ، متلعْثما!

وتفهَّمي صمتي، فإنـِّي كاهن
فـي قلبه صلَّـى عليكِ، وسلَّـما…

إنْ كــان يُجْدينا الـكـلام، فإنَّـنـي دوماً أحبُّكِ، بـا وجودي الأعظما!

يـومٌ وحيـدٌ لـن أحـبَّـكِ بـعدَه:
لـمَّـا تزول الأرض، أو تقعُ السما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى